كثير من المعاني القيّمة تستخلص من تصاريح صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله وزير الحرس الوطني، التي أدلى بها خلال ورقة العمل التي قدّمها في المؤتمر العلمي الثاني الذي تنظمه كلية الاقتصاد والإدارة في جامعة الملك عبدالعزيز بعنوان "التخطيط الوطني.. التحديات والطموحات". في كلمات سموه لا غرابة حين نلمس شعوره العميق الشامل بالمسؤولية تجاه الشعب، فهو نجل الوالد الرؤوم عبدالله بن عبدالعزيز، المهموم بحاجات شعبه ومتطلباته، وأول خريجي هذه المدرسة السامية، وفيها يثبت سموه أن حراسة الوطن هاجسه الأكبر، وأن أشكالاً مختلفة من الحراسة ينبغي أن تتكامل لتكتمل صيانة الوطن، ورعاية الشعب، وأن حراسة الوطن قطعًا ليست بالمدرعات والرشاشات فقط، وأن حراسة الجبهة الداخلية من الفساد، وصيانة نمو الوطن من التعطيل، ليست أقل أهمية من حراسة حدوده، وأن أعداء التنمية والمتخاذلين والمتهاونين في أداء مسؤولياتهم صانعي السخط والتذمر حيال الخدمات الحكومية هم مفرطون يتيحون ثغور الوطن الداخلية لأعدائه المغرضين. تحدث سموه عن التحاق المرأة بالعمل في القطاعات العسكرية، وأكد عدم وجود ما يمنع التحاق المرأة بالقطاع العسكري وفق ضوابط معينة تتماشى مع العادات والتقاليد، ووفق الضوابط الشرعية، ما يجعل من المناسب بعث صورة من حديثه لمعارضي إقرار الرياضة في مدارس البنات، ووفق الضوابط الشرعية. وتحدث سمو الأمير متعب عن (ملف الإسكان) أهم ما يؤرّق الشعب السعودي، وعن تأخّر وزارة الإسكان في تنفيذ مشروع الإسكان للمواطنين بحجة البحث عن أراضٍ ليس مبررًا، وأن هذا لا يمنحها الحق في التأخير، وقال إن وزير الإسكان وعد -خلال اجتماعه به أخيرًا- بأن مشروع الإسكان سيرى النور قريبًا، ما يوضح متابعة سموه وحرصه على مشروعات الإسكان وتوفير الاستقرار للشعب. حث وزارة الإسكان على إنجاز مشروعاتها ووعودها من قامة وطنية بحجم سموه أمر يُحمد لسموه، واستشعار لمسؤولية كبرى، فالأمن والاستقرار وجهان لعملة واحدة، لا نفع للأمن إن لم يستثمر في تحقيق الاستقرار والنمو، ولا فائدة في تحقيق النمو حين يخترق الأمن. تصاريح سموه توحي بتكامل المسؤوليات بين مسؤولي الدولة ممّن يشعرون حقًّا بالأمانة. رعى الله متعب وأبا متعب. @511_QaharYazeed [email protected]