تسع سنوات مرت وحبيب الشعب خادم الحرمين الشريفين أبومتعب لا ينشغل إلا بوطنه ومواطنيه، حتى عن نفسه وصحته، تسع سنوات لا يغمض له جفن إلا بعد سؤاله عن رعيته واطمئنانه عليها. تسع سنوات وهو يستشرف -حفظه الله- خلالها آفاق مستقبل المملكة ويتخذ قرارات تاريخية تتكئ على خلفيات دينية إسلامية وقيمية عريقة. تسع سنوات على صعيد السلوك والقيم ووالدنا يؤسس لثقافة الحوار وتقبل الرأي الآخر ويحذر من التصنيف والتشرذم لوقاية مجتمعنا من التفرق والتناحر والحفاظ على وحدتنا ولحمتنا والاستمتاع بتنوع بلدنا وثرائه المناطقي وتراثه الزاخر. تسع سنوات والمملكة العربية السعودية تخوض عددا من التحديات في آن، بين متطلبات التنمية ومعثري المشروعات ومقاومي التطوير وأعداء الوطن في الداخل والخارج، والمتكسبين النفعيين والمتخاذلين والفوضويين وغير المبالين. تسع سنوات وشواهد العداء تشخص من حين لآخر من دول عدة ومنظمات مختلفة، وتشمخ فوق كل التحديات وتتجاوز قوافلها كل العقبات نحو مستقبلها الذي تنشده القيادة الحكيمة. تسع سنوات ما تأخرت فيها المملكة قط تحت أي ظرف عن واجباتها وأدوارها الإنسانية تجاه العالم أجمع. تسع سنوات وهي الدولة الأكثر تسامحا وحكمة وسعة صدر على حماقات الساسة وأهداف المغرضين. تسع سنوات وقرارات الوالد الحبيب تستهدف رفاهية بنيه، دعما للإسكان والرواتب وإعانة البطالة والضمان الاجتماعي والجمعيات الخيرية والتعاونية، وصدور التوجيه الكريم بعزم الدولة على المسارعة الفاعلة والجادة في سعودة الوظائف، واستحداث (60) ألف وظيفة عسكرية لوزارة الداخلية. تسع سنوات شهدت تمكينا للمرأة السعودية ما شهدته من قبل تمثلت في مشاركة المرأة عضوًا في مجلس الشورى بنسب منافسة عالميا ومنحها الحث في الترشح للانتخابات البلدية. تسع سنوات شهدت إنشاء عدد من المدن الاقتصادية وتضاعفت خلالها أعداد الجامعات من ثمان جامعات إلى ما يقارب ثلاثين جامعة، خلاف الكليات والمعاهد التقنية والصحية وكليات تعليم البنات، وافتتاح جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، وجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن. تسع سنوات ورصيدنا التنموي على مستوى القيادة والقرارات السامية قياسي وباعث للفخر بالمليك المفدى الذي أدى دوره كاملا غير منقوص وترك لذمم المسؤولين تحمل الأمانة بعبارات معلنة: «كلنا خدام للشعب السعودي» و«من نحن بدون الشعب» و«لا تجعلوا لمكاتبكم أبوابًا»، و"استقبلوا المواطن كما لو كان أنا شخصيا"! في ذكرى البيعة التاسعة لا نقول لوالدنا الحبيب إلا أننا نحبك كما تحبنا، وصحتك هي أكبر ما يهمنا، أطال الله على العز عمرك وأبقاك ذخرا لشعبك. ونقول لمن حمّلهم -رعاه الله- الأمانة: كونوا بحجمها، كونوا لائقين بحكومة الملك الصالح المصلح. @511_QaharYazeed [email protected]