مع كل عودة للمدارس يعود مسلسل المدارس الأهلية لصدارة هموم الناس، على أن المفروض أن تحمل المدارس رسالتها التربوية المتكاملة، والمتشاركة مع المجتمع، وتجهز مطلع كل عام دراسي مفاجأة سارة لوطنها ومواطنيها، تثبت فيه أنها مؤسسة وطنية ذات غايات سامية، وأنها أهل للأمانة الثقيلة التي تتصدر لها، لكنها التجارة -قاتلها الله- تأبى أن تحقق ربحية تربوية، ومردودًا ماديًّا معقولاً، وكأنّ معادلة المنفعة الاجتماعية لا يمكن أن تستقيم مع المكاسب المادية والأرباح الرقمية، وكأنّ الحرب العالمية بين الكم والكيف تأبى أن تضع أوزارها! وصراعات المصالح الفردية مع المصالح الجماعية لا تتوقف، الفرد يستغل ويستحوذ، والجمع يزداد سلبية وتبلدًا! السوق عنوانه العريض: (كل من إيده إله)، وشعار كثير من التجار (كُل فطير وطير)، صفى السوق لهم فعلّوا و(طفحوا) وغرقوا بالأموال ولَمْ يزدادوا إلاَّ جشعًا! ولا تدري لِمَ تبقى المؤسسة التربوية ضمن مشروعات استثمار الهوامير الذين لا يحسنون إلاَّ تربية المال؟! والأهم من هذا لِمَ يزداد الإقبال على المدارس الأهلية؟ ولِمَ لا نشهد حملة لمقاطعتها، وتجفيفها لحين تقديم خدمات تستحق، خصوصًا وأن أغلب المدارس الأهلية تقدم خدمات أقل بكثير ممّا تقدمه المدارس الحكومية، ومبانيها أسوأ بمراحل من المباني الحكومية؟! رسوم التسجيل ترتفع بلا مبرر، ولا خدمات إضافية، رواتب المعلمين يُعبث بها، ويُتَحايل عليها، المهم أن يحصل صاحب المدارس على الوليمة وحده بدون شريك! وككثير من الجهات لا جهة تُحسن الرقابة الدقيقة والمحاسبة الصارمة، والمجتمع -رغم قوته الضاربة وأسلحته الفتاكة- ينتظر الحلول الرسمية فقط! تويتر : @511_QaharYazeed @511_QaharYazeed [email protected]