في تلك الأيام كان لا بد أن يكون للمنشد لحية «طويلة» وثوب «قصير»، وألا يلبس العقال أبدًا ويرفض التصوير بكل أنواعه! لكننا اليوم أمام منشد جديد يضع المكياج ويحلق اللحية أو يقصقصها وثوبه طويل! وبين الصورة الماضية والصورة الحالية نجد فرقًا شاسعا، نجد أن هناك من يسميه تمييع للدين وتساهل وكأن النشيد كالإمامة في الصلاة لا بد لمن يتولاها من أن يتصف بمواصفات ظاهرية محددة سلفا وفق الشريعة الإسلامية! النشيد أو الغناء الملتزم فن يحق لكل مسلم أن يقدم رسالته من خلاله وليس من الضرورة أن يكون بمواصفات يحددها البعض بدون أي دليل يستند إليه فالنشيد لا يختلف عن الفنون الأخرى كالتجارة والرسم وغيرها! إن ظاهرة المنشدين الجدد ظاهرة إيجابية جعلت للنشيد الإسلامي حضورا قويا في المجتمع وفي وسائل الإعلام المحلية والعالمية لأنه وللأسف كان هناك استغلال سيء من قبل الإعلام للمظهر الملتزم حتى أصبح منبوذًا في المجتمع - لدى البعض - مما أدى لظهور حالة الدعاة الجدد ومثلها ظاهرة المنشدين الجدد. إن تربيتنا على طريقة محددة في الالتزم وأنه يبدأ بالمظهر جعلنا أمام حالات متكررة من «النفاق» بالمظهر وظاهرة المنشدين الجدد كان لها العديد من الإيجابيات ولعل من أبرزها أن النشيد فن يحث كل إنسان مسلم على أن يلتحق به ويقدم ما لديه وليس من الضروري أن يكون بمواصفات محددة. إذا كان صوتك جميلا فلا تتردد بأن تكون منشدًا جديدًا فالساحة تحتاج للمزيد من الأصوات وليصبح النشيد فنًا له قاعدته الجماهيرية الكبيرة.