أثار خبر تدشين الفنان الغنائي المشهور خالد عبدالرحمن جدلًا واسعًا في الساحة الفنية بمختلف أطيافها الغنائية والإنشادية المحافظة، وفي الوقت الذي تترقب فيه الساحة الفنية هذا الحدث تطفو على الساحة الفنية تساؤلات حول الهدف من مثل هذه الخطوات، هل هو لكسب المزيد من الشهرة والجمهور؟ أم هو امتداد لظاهرة تحول مغنيين إلى ساحة الإنشادي المحافظ؟ وماذا ستكسب الساحة الإنشادية من مثل هذه الأعمال وهذه التحولات من قبل فنانين كبارًا عرفوا في المشهد الغنائي بإبداعهم وتميزهم؟ (الرسالة) طرحت هذه التساؤلات على نخبة من المنشدين والمهتمين بالإنشاد في سياق الاستطلاع التالي: بداية يوضح رئيس أصداء النجوم الإنشادية المنشد مازن فؤاد داغستاني بأننا نقرأ من هذا التحول أن كل البشر فيهم خير كثير، لكن الإعلام قد يبرز بعض المشاهير في جوانب معينة فيعرف عند الناس بتلك الجوانب فقط؛ ويشير داغستاني إلى أن التحول الحاصل لكثير من الفنانين كان بفضل الله ثم بجهد المنشدين والمنتجين والقنوات الإنشادية التي سعت لإبراز الإنشاد إعلاميًا وعالميًا، كما يؤكد داغستاني أن الإبداع والتميز والرقي من المتخصصين في الفن الإنشادي والإقبال من قبل عامة الناس كان له دور في هذا التحول الذي هو أنقى وأرقى. وبين داغستاني بأن مسألة التحول من الإنشاد إلى الغناء أو من الغناء إلى الإنشاد هي مسألة بيد المولى جل وعلا؛ لأن القلوب بين أصبعي الرحمن يقلبها كيفما يشاء سبحانه، واعتبر داغستاني أن ما سيقام قريبًا من تدشين لألبوم إنشادي من قبل الفنان خالد عبدالرحمن يعد في صالح النشيد إذ هو إضافة مميزة حيث يمتلك من الإبداع والجمهور ما يستحق التقدير. واصفًا الفنان خالد عبدالرحمن بأن له خامة فنية مميزة وذوق شعري راقٍ. قوة التحول أما المنشد والجسيس سمير الجبرتي فقد أثنى على هذا التحول ووصفه بالتحول الإيجابي من فنان له قيمته الفنية وجماهيرية العريضة في الساحة. وأكد على وجود التحول من جانبي الغناء والإنشاد لكن من وجهة نظر الجبرتي فإن الشريحتين لا بد أن يقدموا رسالة هادفة تخدم المجتمع، كما أكد على أن تحول الفنان الغنائي إلى الفن الإنشادي له دور كبير في إبراز النشيد الهادف. وأضاف الجبرتي بأنه لا يستطيع الحكم على الألبوم إلا بعد طرحه، وتمنى أن يضيف شيئًا جديدًا يخدم اللون الإنشادي. دعم قوي من جهته رفض المهندس والمنشد كريم الشبل تسمية ما يحصل للفنان خالد عبدالرحمن بالتحول مفضلًا وصفه بالانجذاب إلى عالم الإنشاد؛ فالفنان خالد عبدالرحمن بالتأكيد شعر بحجم الجمهور الإنشادي الكبير جدًا؛ والذي هو امتداد للفن الإسلامي القديم الذي بدأ منذ عهد النبوة حينما استقبل أهل المدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم بنشيد ((طلع البدر علينا... من ثنيات الوداع... وجب الشكر علينا... ما دعا لله داع)). وبين الشبل أننا إلى يومنا هذا والإنشاد يحتل مكانة مرموقة في قلوب محبيه، وأثنى على هذا التنوع من قبل الفنان خالد عبدالرحمن واصفًا إياه ب "الرائع"، مؤكدًا أن هذا سيكسبه جمهور كبير من محبي الإنشاد والذين سيكونون في انتظاره، وتمنى الشبل أن يكون هذا مقدمة اعتزال الفنان خالد عبدالرحمن، وأضاف إذا لم يكن كذلك فإنها ستكون تجربة فنية جديدة يسعى إلى تقديمها وفي كلتا الحالتين سيكون للإنشاد مكسب كبير لانضمام مثل هذا المبدع. وحول ظاهرة التحول من الغناء إلى النشيد والعكس بين الشبل أن التحول إلى الإنشاد أمر رائع، أما التحول إلى الغناء فلا شك أنه أمر مزعج، ويعلل الشبل تحول بعض المنشدين إلى الغناء رغبةً في (وصول أسرع إلى عالم الغناء)، مضيفًا أن هذا مما يسيئنا كثيرًا إذ النشيد الإسلامي هو عبارة عن قيم ومبادئ ينبغي المحافظة عليها، كما أن الذين يتحولون إلى عالم الغناء يفقدون الكثير من جمهورهم ومحبيهم، وانتقد الشبل تمييع هوية بعض المنشدين في الآونة الأخيرة حيث يقول: "بعض المنشدين لا تعرف له هوية محددة ولا تعرف نشيده هل ينتمي للإنشاد أم للغناء فتجده ينتج الأناشيد ويضع بين تركاتها آلات موسيقية قد لا تظهر للمستمع وهذا ما لا أحبذه" مطالبًا المنشدين بتحديد ما إذا كانوا منشدين أو مغنيين كي لا يتسببوا في خداع أحد الجمهور. وأكد الشبل أن إصدار ألبوم إنشادي للفنان خالد عبدالرحمن سيكون له تأثير كبير على الإنشاد إذ إن عالم النشيد دائمًا ما يحتاج إلى هذه الإمكانات الرائعة والأصوات المبدعة التي تجدها في فنان مثل خالد عبدالرحمن، كما أنه بحاجة أيضًا إلى من يحافظ على قيمه ومبادئه حتى تتحقق معاني وهوية الإنشاد التي طالما بحثنا عنها. وأثنى الشبل على التعاون القائم بين الفنان خالد عبدالرحمن والمنشد الكبير عبدالله السكيتي إذ إن وجودهما في ألبوم واحد سيعتبر عملًا مميزًا لأن كلًا منهما له باع فني طويل، وأضاف أن الساحة الفنية تنتظر ولادة هذا العمل الإعلامي وحفل التدشين بشوق كبيير جدًا بمدينة الرياض، كما شكر أيضًا رجل الأعمال القصيمي الذي دعم هذا العمل بتحمل تكاليفه خدمة للفن الإنشادي الإسلامي الراقي، داعيًا إلى مزيد من الدعم المادي والمعنوي الذي يحتاجه عالم الإنشاد في مثل هذه الأيام ليرتقي إلى أبعد مدى. أسباب العودة أما المنشد سعيد محمود فقد عزا حالة التحول من الإنشاد إلى الغناء بسبب انتشار الشبهات وكثرة الاختلاف في العصر الحديث، لافتًا إلى أن كثرة الفتاوى في هذا الزمان وانتشار اللغط الكبير حول مسألة إباحة الموسيقى والمعازف واستبدالها بالمؤثرات الصوتية، جعل الناس يقعون في الشبهات بعد أن كانوا يتحرسون منها في الماضي. وعزا محمود التحول من الغناء إلى النشيد بسبب تأنيب الضمير الذي يشعر به الشخص كمرحلة أولى ثم السعي لوضع بصمة طيبة تمحو ما قد سلف، واصفًا هذا التحول بالخطوة الإيجابية، أما التحول من الغناء إلى النشيد فسببه كما يعتقد محمود هو وصول الالتزام بالدين لما وصفه "بمرحلة الاختناق"، ويفسر محمود ذلك بعدم وجود المتنفس الصحيح لمساعدة المنشد على الإبداع، وتهيئة البيئة المحفزة المشجعة من عدة جوانب أهمها: دعم الإنتاج الإنشادي بشراء النسخ الأصلية، واحتراف الاستوديوهات الصوتية، وتسليط الضوء من الإعلام المرئي والصوتي، مضيفًا أن المنشد عندما يختنق بهذا المعنى يبدأ في البحث عن المجد والشهرة في الغناء. وعن تحول الفنان خالد عبدالرحمن بين محمود بأن هذا التحول ايجابي بدون أدنى شك لأن الرجل يملك قاعدة جماهيرية عريضة، متمنيًا أن يكون بذلك قد شق طريقًا لغيره من المغنيين وسن لهم سنة حسنة حتى ينال أجورهم. موضحا بأن خالد عبدالرحمن بهذا التحول سيضيف لنفسه أولًا كونه يمارس فنًا ذا رسالة هادفة وسامية، كما أنه سيلفت النظر بشكل كبير إلى ساحة الإنشاد.