وصف الكاتب المصري الأستاذ عبدالحليم قنديل في تغريدة له على تويتر أخيراً إنجازات الرئيس محمد مرسي في المائة يوم الأولى من حكمه، وبرنامج النهضة الذي أعلن عنه خلال فترة الانتخابات الرئاسية المصرية بأنها مجرد "فنكوش"؟! وهو وصف سبق وأن قال به الدكتور عمار علي حسن في جريدة الوطن المصرية (02/09/2012) لوصف مشروع النهضة، الذى قدمه حزب الحرية والعدالة خلال ترشح د.محمد مرسي لرئاسة الجمهورية. *** وأنا لا أحكم هنا على إدارة الرئيس محمد مرسي وإنجازاته، فهذا أمر أتركه للمواطن المصري، المعني الأول بالحكم على إنجازات رئيسه وتقويم أدائه. ولقد خرج الرئيس مرسي بنفسه ليستعرض إنجازات المائة يوم الأولى من حكمه في خطاب إلى الشعب المصري. أعترف فيه بالقصور، حيث مواقع التقصير، واستعرض إنجازات رئاسته. وحديثي هنا هو حول كلمة "فنكوش" نفسها وتقريبها للقارئ السعودي. *** كلمة "الفنكوش" تقترن بفيلم فكاهي للفنان عادل إمام يتناول كيفية عمل بعض شركات الدعاية والإعلان التي تصنع من "الفسيخ" .. "شربات"، تدور قصته حول اضطرار مدير الاعلانات في وكالة إعلان كبيرة إلى الإعلان عن سلعة وهمية تسمى بالفنكوش بعد أن تهدده راقصة يعرفها بإفشاء طرقه المشبوهة في كسب حق الدعاية، فيلجأ لمخترع ليخترع له أي سلعة يسميها الفنكوش ليقدمها للمسؤولين حتى لا يتم مُساءلته في الإعلان عن سلعة لا وجود لها. *** وهكذا فإن كلمة "الفنكوش" تأتي هنا إذاً لتصف عملية بيع "الوهم" للناس، وتسويقه دون أي أساس لمجرد الإلهاء وجعلهم ينسون الوعود السابقة، وذلك عملاً بالمبدأ السياسي الذي وضعه ميكافيللي في كتابه (الأمير ) والذي قال فيه بأن "الغاية" تُبرر "الوسيلة". فالفنكوش هو تسمية أخرى لظاهرة معروفة أجاد بعض المسؤولين عندنا استعمالها قبل حكومة حزب الحرية والعدالة بمراحل. فلقد "فنكش" علينا بعض المسؤولين منذ سنوات طويلة لا يمكن تحديد عددها في كثير من تصريحاتهم عن إنجازات مؤسساتهم دون أن يُقدموا لنا حتى ولو "فنكوشة" واحدة نتسلي بها! *** لذا نعتبر الأستاذ عبدالحليم قنديل، وقبله د. عمار حسن واهمين إذا ظنا أن ظاهرة "الفنكوش" هي ظاهرة مصرية خالصة. كما أرجو أن لا يخرج علينا أحد المتعصبين للحضارة المصرية القديمة ليقول إن علماء الآثار قد اكتشفوا رسوماً، ونقوشاً باللغة الهيروغلوفية تُثبت أن "الفنكوش" كان طريقة قديمة اعتمدها الفراعنة لإسكات المصريين عن المطالبة بحقوقهم المشروعة. فهذه الطريقة هي تراث إنساني موغل في القدم تمتلكه البشرية جمعاء، دون أن يكون لأحد فضل فيه على أحد. لذا .. نستطيع أن نقول بكل ثقة وأمان: "قرب قرب نهارنا عسل الفنكوش وصل"؟! نافذة صغيرة: [[ما نأخذه من الإخوان، كلام مسكر ساحر يخدرون به وعي الناس، مستغلين ديننا الحنيف، الذى نعتز به ونذود عنه فى وجه من يتلاعبون به، أما الفعل فلا شىء، ويتوهمون أن المصريين سينتظرونهم راضين خاضعين حتى يخترعوا لهم «الفنكوش».]] عمار علي حسن [email protected] [email protected]