لا يقف بين المُعلن وبين المستهلك أي حاجز سوى رغبة صاحب السلعة أو الخدمة في إيصال السلعة المنتجة، أو الخدمة المطلوبة إلى المستهلك. ولا يتورع المعلنون عن استخدام آليات تبث الرعب أحياناً في نفس المستهلك. لذا شبه بعض خبراء الإعلان الحملات الإعلامية بالحملات الحربية من حيث سخونتها والمعارك التي يخوضها «جيوش» المعلنين لكسب المستهلك. وهناك طرق تقترب من أن تشبه أفلام الرعب، وأخرى تقترب من أفلام «الخلاعة» هدفها الرئيس هو الإيقاع بالمستهلك في براثنها. ولم يسلم حتى الأطفال من التأثر بالإعلانات، وهو ما جعل بعض المسؤولين السويديين يرون أن «للأطفال الحق في مناطق محمية» في وجه الضغوط التجارية الموجهة لهم. ويعتبر المجلس السويدي للاستهلاك أن ترك حرية الترف للتجار في هذا المجال أمر «مناف للقيم الديموقراطية». ورغم ندرة ما يتفق عليه العرب فيما بينهم، نجح وزراء الإعلام العرب منذ سنتين في الاتفاق على معايير تُلزم بها المحطات الفضائية لحماية الحكومات من البث الفضائي (الإجباري) الآتي من الفضاء الواسع. ورغم أن هذه المعايير لم تُوضع بعد موضع التنفيذ فإننا ومن باب القياس نسأل: لماذا لا يجتمع وزراء التجارة والاتصالات العرب لحماية المواطن العربي من خطر الإعلان التجاري الذي يقتحم عليهم خصوصياتهم، ويُفسد عليهم صفاءهم؟ نافذة صغيرة : [عندما يصبح الأطفال في عمر يدركون فيه أهداف الدعاية الإعلانية يمكن عندها تعريضهم لها.] ماريتا اولفسوغ - وزيرة الثقافة السويدية [email protected]