تناول الصديق الأستاذ خالد الحسيني ما أثير مؤخراً حول تغيير مسمى أمانة العاصمة إلى أمانة مكةالمكرمة والتي قيل انها فكرة عدد من أهالي مكةالمكرمة طرحوها على سمو ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز ، الذي نقلت الأخبار استحسانه للفكرة وطلب دراستها. وقد رأى الصديق الحسيني أن مسمى "أمانة العاصمة" عرفه الناس منذ عام 1346ه، وأضاف عليه لاحقاً مهندس عبد القادر كوشك أمين العاصمة المقدسة - رحمه الله - عبارة "المقدسة". وطالما أن الأمر لم يخرج بعد عن أن يكون مجرد اقتراح لم يصدر به أمر حاسم، فإنني أقف مع أخي خالد في تمني الإبقاء على المُسمى الحالي "أمانة العاصمة المقدسة"، وهو احد اسماء مكةالمكرمة، "العاصمة الدينية" للمملكة كما أصبحت تُعرف بها "مكةالمكرمة" . وإعادة تسمية الدول أو المُدن، بل وحتى الشوارع، هو أمر يحدث عادة لأسباب عديدة، أهمها الدوافع السياسية. ولعل ابرز هذه الأسباب، والأكثرها شيوعاً، هو تغيير هوية الدولة بعد استقلالها، أو لإندماجها، أو نتيجة لتقسيمها. ومن أشهر الاندماجات العربية وحدة مصر وسوريا تحت مُسمى (الجمهورية العربية المتحدة) التي لم تستمر كثيرا، واندماج اليمن الشمالي والجنوبي تحت مُسماها الحالي (الجمهورية العربية اليمنية). وهناك من يرى أن إنقسام السودان هو مناسبة جيدة لتغيير اسمه من منطلق أن من أطلق هذا الاسم على بلاد السودان هم عرب الجزيرة العربية. وأن واحدا من أهم مطلوبات المرحلة التي يعيشها الناس في الشمال بعد انفصال الجنوب هي تغيير اسم البلد من اسم السودان إلى اسم جديد يدلل على هويتها وعلى ثقافتها وتاريخها. وتقدم أحد النواب التونسيين أيضاً بطلب لتغيير اسم البلاد من تونس إلى إفريقيّة (وهي التسمية القديمة لتونس). وهو اقتراح اعتبره كثيرون، غريبا ولا علاقة له بالواقع التونسي المُعاش، يسئ الى صورة تونس، خاصة وأن النائب نفسه اقترح في إطار مشروع قدمه للمجلس التأسيسي تغيير النشيد الوطني التونسي، وقال إن النشيد الوطني الحالي وجد لظرفية معينة وهي فترة الاستعمار وكان يدعو لمواجهة المستعمر والوقوف في وجه الطغيان أما في الفترة الحالية فقد تغير السياق ولم يعد النشيد مواكبا لتغييراته. يبقى أخيرا تغييرا لفت انتباه كثير من الناس في مصر الثورة وهو تغيير اسم (زانوسي) وهو أحد الأجهزة الكهربائية المُنتجة في مصر التي كانت تُسمي (إيديال/زانوسي) ليُصبح (زانوسي). فقد فرض الإعلان نفسه، ونجح في إبراز المُنتج بتسميته الجديدة كما كان يريد أصحابه، لينتهي إلى تأكيد أنه "سيبك من ده كله المهم إن (إيديال/زانوسي) بقت (زانوسي)، إلى درجة أن مستخدمى مواقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك وتويتر) بدأوا يستخدمون صيغة هذا الإعلان لتسليط الضوء على بعض الأخبار السياسية، وهذا فى حد ذاته نجاحاً للإعلان. لذا لن أسألك هنا عن رأيك في إقتراح تغيير اسم أمانة العاصمة المقدسة إلى أمانة مكةالمكرمة، بل سؤالي: "ما هو شعورك بعد أن عرفت أن ايديال زانوسي بقت زانوسي"؟ [email protected] [email protected]