كانت واحدة من أظرف .. وفي نفس الوقت أبشع المعارك التي خاضها من أسموا أنفسهم بمؤيدي الرئيس المصري حسني مبارك هي المعركة التي خاضها بعض من يسميهم المصريون ب»البلطجية» اقتحموا .. معتلين ظهور الإبل والخيول .. جماهير الشباب المتجمهر في ميدان التحرير في وسط القاهرة في محاولة لإخلاء الميدان من المتظاهرين. هذه الهجمة «البهائمية» التي انتهت بقتلى وجرحى نتيجة لاشتباك هؤلاء مع المتظاهرين تبرأت منها الحكومة المصرية نفسها على لسان نائب رئيس الجمهورية عمر سليمان، ورئيس الوزراء المصري الجديد أحمد شفيق الذي وصفها بانها «مهزلة» بكل معانيها مشيرا الى انه سيتم التحقيق ومحاسبة مرتكبيها. ما لفت نظري في هذه الحادثة الغريبة هو المقارنة بين مثل هذه الفئة «القميئة» من الأشخاص الذين يقول المصريون بأنه كثيرا ما يقومون بإفساد أي تجمعات، أو ترويع الناخبين أثناء الإنتخابات، وهم نوعية لا مبدأ لهم إلا العنف والشغب و»البلطجة» .. وبين فئة الشباب المصري الذين ظهروا على أحسن صورة من التهذيب وحسن التصرف أعترف بها كل أقطاب النظام، بل ووصف الرئيس أوباما حركة هؤلاء الشباب بأنها أكدت كرامة الشعب المصري و»جعلت من مصر مصدر إلهام لشعوب الدول الأخرى في العالم, بما فيها الولاياتالمتحدة, ولكل من يؤمن بأن الحرية الإنسانية ظاهرة حتمية ولا مفر منها». إنها «الغزوة» الأخيرة لقوى الماضي التي أصبحت في النزع الأخير .. وهي قوى تمثل التطبيق الأمثل للمثل الذي يقول «خيبة أمل .. راكبة جمل» [email protected]