في كلمة مفاجئة بمناسبة العام الجديد بثتها وسائل الإعلام الحكومية في بيونج يانج، دعا الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج اون إلى نهاية للمواجهة بين الكوريتين اللتين مازالتا في حرب من الناحية النظرية في غياب معاهدة سلام لإنهاء الحرب الكورية التي استمرت من عام 1950 حتى عام 1953. ويبدو أن كلمة كيم -الذي تولى حكم الدولة الشيوعية الفقيرة بعد وفاة والده كيم جونج إيل في 2011- تحل محل المقال الافتتاحي الذي كان ينشر مع بداية العام الجديد في الصحف الحكومية البارزة ويحدد سياسة البلاد. وصعدت كوريا الشمالية التوترات في المنطقة بإطلاق صاروخ طويل المدى في ديسمبر، قالت إنه استهدف وضع قمر صناعي علمي في مدار وهي خطوة قوبلت بإدانة دولية. وبمقتضى عقوبات فرضتها الأممالمتحدة على بيونجيانج بعد إجرائها تجربتين نوويتين في 2006 و2009 فإنه يحظر على كوريا الشمالية -التي تعتبر الشمال والجنوب بلدا واحدا- إجراء اختبارات للصواريخ أو التكنولوجيا النووية. وقال كيم في الكلمة التي كانت مسجلة على ما يبدو إن «إزالة المواجهة بين الشمال والجنوب مسألة مهمة لوضع نهاية لتقسيم البلد وتحقيق إعادة توحيده». وأضاف: «سجلات العلاقات بين الكورييتين في السابق تظهر أن المواجهة بين مواطني البلد لم تؤد إلى شيء غير الحرب». وكلمة العام الجديد هي أول كلمة منذ 19 عاما يوجهها زعيم لكوريا الشمالية منذ وفاة كيم إيل سونغ جد كيم جونج اون. ونادرا ما تحدث كيم جونج إيل علنا وكان يكشف عن أولويات سياساته في مقالات افتتاحية في الصحف الرسمية. وقال كيم تاي وو وهو خبير في شؤون كوريا الشمالية في معهد كوريا للتوحيد الوطني الذي تموله الدولة إن كلمة كيم»تتضمن على ما يبدو رسالة مفادها أن لديه نية لإنهاء المواجهة الحالية (بين الكوريتين) وهو ما قد يكون مرتبطا في نهاية الأمر مع دعوة كوريا الشمالية للمساعدة (من الجنوب). وأضاف: «لكن مثل هذه الخطوة لا تعني بالضرورة أي تغيير جوهري في سياسة النظام الكوري الشمالي تجاه الجنوب».