أتت رياح الإنترنت وما احتوته من منتديات ومواقع تواصل وغيرها بالآثار الإيجابية الكبيرة على قطاعات واسعة من المجتمع، إلا أنها على المنشدين وشركات الإنتاج الفني لم تكن كذلك؛ فما إن يصدر ألبوم إنشادي لأحد المنشدين حتى ترى ذلك الألبوم منتشرًا على مواقع الانترنت المختلفة. فما آثار ذلك على المنشد وشركات الإنتاج الإنشادية؟ وهل ساهمت منتديات الإنترنت في إبراز المنشدين أم في هضم حقوقهم؟ (الرسالة) ناقشت هذه القضية من خلال الاستطلاع التالي: بداية أوضح المنشد مجاهد شجاع أن الإعلام الجديد ساهم بشكل فعال وبارز في نشر الأعمال الفنية على نطاق واسع، لا سيما مواقع التواصل الاجتماعي كالفيس بوك وغيره. لأن المنشد يخاطب عن طريق تلك الوسائل الناس في كل مكان، كما أنها وسيلة قوية لنشر العمل الفني بأكبر قدر ممكن خاصة في حال التسويق الجيد للعمل مع الأخذ بالطرق الحديثة في التسويق. كما بيّن شجاع أن لتلك الوسائل أيضًا سلبيات كما لها إيجابيات، وأضاف: "إن من أبرز السلبيات تضيع حقوق الملكية المحفوظة للمنشد أو الجهة المنتجة، والتي تضيع معها ساعات طويلة من العمل والتعب والحقوق المالية. ضعف العائد المادي كما أوضح منظم الحفلات الإنشادية الأستاذ عمر شعث أن التقنية الحديثة كالمنتديات والمواقع الاجتماعية كاليوتيوب، والفيس بوك، والتويتر لها أثر سلبي وإيجابي كبير على الإنشاد؛ لذا لا نستطيع حصر الآثار في جانب معين. موضحًا أن من الآثار الإيجابية للمواقع الاجتماعية والمنتديات سرعة انتشار الأناشيد ومزاحمة ما وصفه با"لإعلام الهابط". وبيّن شعث أن الوصول إلى الأناشيد أصبح أكثر سهولة ولم يعد حكرًا على السوق مما أوصلها إلى أكبر عدد ممكن. وأضاف شعث: "إن تلك المواقع والمنتديات ساهمت في إظهار وإبراز منشدين لم تكن تتوفر لهم البيئات أو المؤسسات الداعمة التي توصلهم للجمهور. وعن الآثار السلبية لتلك المواقع في مجال الإنشاد ضعف العائد المادي على الشركات المنتجة الأمر الذي يؤثر على سوق الإنتاج الإنشادي. حقوق الملكية وأوضح المنشد منصور القحطاني أن التقنية والمواقع الإلكترونية ساهمت في نجاح الإنشاد لكنه أبدى تخوفه وكثير من المنشدين من الانترنت وانتشار الأناشيد والألبومات فيه بشكل مجاني مما ينعكس سلبًا على العائد المادي لإنتاج المنشدين والمؤسسات المنتجة. وبين القحطاني أنه في الفترة الأخيرة أصبح قليل من المنشدين من يصدر ألبومات إنشادية مرجعًا السبب في ذلك إلى الخوف من انتشاره في الانترنت. معبرًا عن استيائه من عدم تفهم الناس لهذه الإشكالية وصعوبة ما يواجهه المنشد وشركات الإنتاج من صعوبات ومتاعب جمة إضافة إلى الخسائر المالية. وأضاف القحطاني: "إن هذه المشكلة لم يوجد لها حل حتى هذه اللحظة رغم أن هناك تحذيرات شرعية وقانونية، ورغم حرص كثير من المنشدين على التنويه والتحذير في خاتمة كل ألبوم. ولكن لصعوبة تتبع الأشخاص أو إجبارهم على ثقافة احترام الملكية الفكرية، وعدم قناعة البعض بالحرمة الشرعية في نسخ الألبومات. منوهًا بأن ضعف الإقبال على الألبومات الإنشادية ليس بسبب ضعف إنتاجها وإنما نتيجة انتشارها في قنوات الانترنت المختلفة".