في البدء قال رئيس مجموعة رموز للأعمال الفنية المنشد عبدالله الأهدل: بلا شك ساهمت وسائل الاتصال الحديثة بشكل فعال وبارز في نشر الأعمال الفنية على نطاق واسع عبر الشبكة العنكبوتية، وبدرجة أكثر على مواقع التواصل الاجتماعي، فالمنشد أصبح عليه أن يدرك ويستوعب جيدًا أنه يخاطب أعدادًا هائلة من البشر في العالم، وتعد هذه الوسيلة من أقوى الوسائل المتاحة حاليًا أمام المنشد، للانتشار والتوزيع بعيدًا عن استغلال بعض الشركات المنتجة. السلبيات والإيجابيات وأضاف الأهدل أن هذه الوسائل الحديثة تعد سلاحًا ذا حدين، فمن جهة تتسبب في ضياع عشرات الساعات من المجهود والعمل الشاق أثناء انجاز العمل، علاوة على حقوق الملكية، عندما يتسرب العمل إلى الشبكة من قبل الهواة دون تنسيق مع المنشد أو بالتعاون معه بطريقة قانونية تضمن له حقوقه، وهذه تعتبر من أضخم السلبيات التي يمنى بها المنشد بسبب هذه الوسائل، ومن جهة أخرى تحقق له الشهرة على نطاق كل المهتمين بهذا الفن في العالم دون الارتهان في ذلك إلى إمكانات المستويات المحلية، لكن رغم كل ذلك فالزمن لا يمكن أن يعود إلى الوراء ومن المؤكد أن عهد الشرائط والاسطوانات قد ولى ولا أحسبه سيعود مرة أخرى. نصيب وافر من جانبه اعتبر رئيس فرقة "نور الخير" الإعلامية الأستاذ مقبول العتيبي أن التقنية الحديثة كالمنتديات ومواقع التواصل الاجتماعي أصبحت تحظى بنصيب وافر في التأثير على الإنشاد، لكنه أثر مزدوج ومتعاكس في ذات الوقت، لذا من الصعب حصر التأثير في الجانب الإيجابي أو الجانب السلبي فقط، وأضاف لا يستطيع أحد أن ينكر النتيجة الهائلة التي حققتها تلك الوسائل في سرعة الانتشار وتعزيز فرص الإنشاد في مجال المنافسة مع غيره من الفنون لاسيما الأعمال الهابطة المبتذلة. مضاعفة الجمهور وتابع قائلًا: من الأثر الايجابي أيضا أن سماع الأناشيد لم تعد حكرًا على فئة بعينها، فسهولة الوصول إليها عبر وسائل التقنية الحديثة ضاعفت من جمهور الأناشيد مقارنة بما عليه الحال قبل ذلك، بالإضافة إلى إتاحة الفرصة أمام المنشدين في الإعلان عن أنفسهم، والتعريف بها من خلال إنشاء صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، تضم معلومات ضافية عن المنشد، وأعماله ومسيرته الإنشادية، ومن مزايا هذه الصفحات إمكاناتها التفاعلية بين المنشد وأفراد الجمهور، حول تبادل الاهتمام والتواصل الإنساني بمجاله الواسع. وحول الأثر السلبي قال: يلحظ الأثر السلبي على أوضح ما يكون في ضعف تداول الأناشيد في الأسواق، وتضرر الاستديوهات العاملة في مجال الإنتاج، ومن الآثار السلبية أيضًا قلة عدد الألبومات المنتجة بسبب إحجام الاستديوهات عن الإنتاج بعد تعرضها للخسارة الناجمة عن تسرب الألبوم إلى شبكة الانترنت كما سلفت الإشارة إلى ذلك، وكتقييم أخير يمكن القول أن مواقع التواصل الاجتماعي واليوتيوب كان لها الأثر البالغ في ارتقاء الأناشيد ووصولها لأكبر عدد مفترض من المستمعين المحتملين لهذا الفن السامي. خوف المنشدين من جهته رأى المنشد منصور ثابت القحطاني أن التقنية ساهمت في نجاح الإنشاد وقال: لكن وكما هو معلوم أن هناك الكثير من المنشدين يخافون من الإنترنت، ولا أستثني نفسي من هذه الفئة بل أعد نفسي من متصدريها، ويعود السبب في ذلك إلى تعرض المنشد للخسارة الفادحة بعد إنتاج ألبومه عندما يفاجأ بتسربه إلى الانترنت دون موافقة منه، وأضاف لا أحد في وسعه أن يمنع شخص ما من شراء ألبوم المنشد وتحميله إلى الفضاء العنكبوتي والإشارة إلى وجوده عبر وسائل الإعلان العديد التي تحفل بها الشبكة، وإتاحة الألبوم على الشبكة لن تشجع أحد على الذهاب وشرائه من السوق، مما يترتب عليه تعرض المنشد للخسارة. وأضاف القحطاني أن هذا الوضع دفع المنشدين إلى الإحجام عن إنتاج الألبومات، والاتجاه في طريقة الإنتاج وجهة أخرى، وتطلع إلى الوقت الذي تحل فيه هذه المعضلة، بشكل قانوني وتقني في نفس الوقت، وأرجع السبب في تدهور مبيعات الأناشيد إلى وسائل التقنية الحديثة، وأعرب عن تشاؤمه في حل هذه المشاكل في القريب أو حتى على المدى، وقال: هناك الكثير من المنشدين الذين لا يستطيعون مواصلة الاعتماد على أنفسهم في إنتاج ألبوماتهم بسبب محدودية قدراتهم المالية أو حداثة انضمامهم إلى مجال الإنشاد.