بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، تغيرت موازين القوى بين الدول الاستعمارية القديمة والأخرى الحديثة، وأفلت شمس أكبر قوتين استعماريتين؛ إنجلترا وفرنسا، وظهرت قوة الولاياتالمتحدةالأمريكية التي قادت المعسكر الغربي في مواجهة المعسكر الشرقي بقيادة الاتحاد السوفيتي، وحدث اتفاق ضمني بين المعسكرين على اقتسام مناطق النفوذ، وكانت أفغانستان واقعة في مناطق النفوذ والطموح الروسي. بدأ التدخل الروسي بأفغانستان عن طريق نشر الأفكار والمبادئ الشيوعية والدعم الروسي الكبير للأفغان، فلقد كانت المساعدات الروسية تحتل المرتبة الأولى بنسبة 65%، وهذه المساعدات والمعونات هي أولى خطوات التدخل والاحتلال، وذلك أثناء حكم الملك محمد ظاهر شاه. بعد انقلابات عدة لعب فيها الروس دوراً مهماً، قرر الروس التدخل بصورة عسكرية بأفغانستان عن طريق عميل جديد يقود الانقلاب الشيوعي الثالث، وكان هذا العميل هو «بابرك كارمل» الذي دخل كابول بصحبة ثمانين ألف جندي روسي وهو على ظهر دبابة روسية تي 72، وقد وقع هذا الانقلاب في 6 صفر سنة 1400ه 27 ديسمبر 1979م، وبه دخلت روسياأفغانستان واحتلتها بالكلية لتبدأ بعدها فصول الجهاد الإسلامي بأرض أفغانستان.