تصريح نائب وزير التربية والتعليم حمد آل الشيخ بأنه لا يوجد مانع من استخدام الموسيقى في العروض المسرحية داخل المدارس، وتشديده على ضرورة تفعيل مثل تلك الأنشطة، لتعزيز الثقافة المسرحية عند الطلاب، هو تصريح خارج إطار ما عرفناه من التوجهات العامة عندنا، ولا ما عهدناه من توجهات الوزارة في السنوات السابقة. فلم نعهد من قبل أن يخرج من يؤكد على أن ما اعتاد خطابنا الديني التقليدي على إنكاره.. وسيكون لي مجددًا في رصد بعض التغريدات التي خرجت في هذا الشأن من خلال هاشتاغ بعنوان: (الموسيقى في المدارس السعودية) كمؤشر لرد فعل الشارع السعودي: - فهذا "د. سامي الحمود" يُغرِّد قائلاً: (أليس من الفصام التربوي أن ينشأ الطفل على تحريم الموسيقى بفتوى المرجعية الشرعية، ثم يصدم ب"الموسيقى في المدارس). - وهذا "سعيد الغامدي" يقول: (ما أجمل الموسيقى.. من لم يتذوق الراقي منها محروم.. كم تمنيت أن أدرسها، ولكن العبرة في الأجيال القادمة). - ويغرد "Beshoo" قائلاً: (وش الفائدة منها؟! ما فيه منها أي فائدة أبدًا، مجرد كسب ذنوب فقط لا غير). - بينما يقول المُغرد "عفوك ربي": (هل هذا يعقل؟!). - وتغريدة أخرى تقول صاحبتها: (مناهجنا تحتاج إلى تطوير، وهذا هو الأولى بدلاً من الاهتمام بالموسيقى، أنهتم بالقشور ونترك اللب؟!). - وأخيرًا يقول "عبدالله المعيلي" مغرّدًا: (بدلاً من هذا... وفّروا حاجات المعلمين الأولية). **** من خلال التغريدات السابقة أتوقع أن تكون هناك وقفات من أجل منع الموسيقى من جهة، والمسرح المدرسي من جهة أخرى، رغم أن هذه المناهج كانت موجودة في البدايات الأولى للتعليم في بلادنا! فرغم ما يصدر من فتاوى من هنا وهناك حول تحريم، أو كراهية الموسيقي، أو المسرح والتمثيل، فإن المشكلة الأساسية فيها، وفي مسألة الدراما بشكل عام (مسرح، سينما، تليفزيون... إلخ) بالنسبة إلينا ليس أنها تعارض الدين، وإنما لأنها مُعطى ثقافي لا يُناسب البعض منّا، ولا يناسب ثقافتهم، ولا ما فهموه من تراثهم. لذا ظل العرف -في رأينا- هو مَن يتحكّم وله الكلمة الأخيرة في هذا الشأن. **** وهكذا فإن الموسيقى أو المسرح، وغيرها من الفنون الجميلة كالرسم والتصوير، هي كلها أدوات للتعبير عن قضايا نعيشها وتعيشها أمتنا. وإذا كان هناك اتفاق، أو شبه اتفاق على جوازها، فإنه يبقى التأكيد على أن أساليب التعبير التي نتخذها من خلال تلك الفنون يجب أن لا تكون على حساب قيمنا ومبادئنا وأخلاقنا، وذبح هويتنا الدينية، فنحن مطالبون بمراعاة خصوصيات بلداننا الإسلامية وانتمائنا للدين الإسلامي العظيم. فالمسلمين عبر تاريخهم لم يتخلوا أبدًا عن جذورهم ودينهم. وبدون ذلك فلا مسرح ولا موسيقى. * نافذة صغيرة: (نحن في أشد الحاجة إلى أن نتعامل مع الدراما مثلما تعامل فطاحل المسلمين مع الفلسفة، فنأخذ ما يناسبنا ونطوره دون الإخلال بمرجعيتنا الدينية والثقافية).. أحمد العموشي. [email protected]