ألقت حالة الجدل المجتمعي الدائر حيال معرض الرياض الدولي للكتاب بظلالها على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، حيث شهد سجالاً شديداً بين المغردين حول المعرض، ولم تخلو تغريدات السواد الأعظم في الهاشتاق المخصص للمعرض من الحديث عن قضية التحليل والتحريم، وحضور المرأة والهيئة والاحتساب، بيد أن بعض المغردين آثروا أن تنحصر تغريداتهم في عمل إعلانات مجانية لكتبهم أو بعض الكتب التي يرونها ذا قيمة. ولم تخلو بعض التويتات من الطرافة عندما انتقد مدير المكتب الإقليمي لقناة العربية، خالد المطرفي، طريقة تعليب الكتب في المعرض بوضعها في كراتين مخصصة للسجائر، بقوله «الدور المشاركة في معرض الكتاب في الرياض جايبة كتب والّا سجائر (دخان)!». لكن محاولات التهكم على بعض الأمور التنظيمية لم تسهم في تخفيف الجو المشحون بتغريدات تقلبت بين طرفي نقيض، ففريق يرى أن المعرض أحد الوجوه الحضارية التي تترقى بالمجتمع، بينما يرى فريق آخر أن المعرض بوابة لإفساد المجتمع من خلال بعض الكتب التي يرونها هدّامة للدين والقيم والأخلاق. وما بين الفريقين فريق آخر فضل أن تكون السخرية خير وسيلة للتعبير عما يقرأه، على غرار سارة عبداللطيف التي قالت «ما أعرف سبب البلبلة الزائدة على هالمعرض، كأنكم رايحين جرير تتقضون دفاتر للمدرسة .. وش الجديد اللي خايفين منه». وكذلك عبدالرحمن ناصر الذي كتب «يجتمع معهم بقية الشعب، يجمعون الكتب بالعربات وكأنهم رايحين لسوبرماركت يتقضون، وفي الأخير ولا كتاب يُقرأ، فقط هياط». وجعل البعض تويتر وسيلة للإرشاد عن التبليغ عن المخالفات بالطريقة التي يراها، بعيداً عن النظام ووسائله المعقدة، ومنهم محمد عبدالله الذي كتب «اذهب إلى معرض الكتاب، خذ المفيد من الكتب، وإن شاهدت ما تعتقد أنه مخالف للوائح، التقط له بهاتفك الجوال وابعث به إلى تويتر وفيسبوك». ولاحظ صالح الحربي أن الجدل البيزنطي حول معرض الكتاب فرّغه من محتواه وحرفه عن الهدف الأساسي، عندما غرد قائلاً «بدل أن نسمع أخباراً عن كتب قيمة منتظرة، نسمع صليل السيوف وصهيل الخيول بين المحتسبين والمتثاقفين».