سألت إحدى الأخوات وقالت: أحبّ زوجي كثيرا ولكن لديّ غيرة مفرطة جدا فزوجي جميل الشكل ودائما ما يلتفت اليه النساء وهذا مما يزعجني ويثير بيننا المشكلات علما انه لا يهتم لهنّ ويخاف الله ولكن كيف أقضي على هذه الغيرة وهذا الشك؟ فردّت عليها إحدى الاستشاريات الأسرية بمركز استشارات المرأة في جمعية الشقائق الخيرية وقالت: عليك أن تحبّي زوجك بالقدر الذي يجعلك تحبين ذاتك أكثر فبغير ذلك تكون معادلة حياتكم الزوجية غير صحيحة لأنه ستتضمن عطاءً بلا حدود ! ومع مرور الزمن نكتشف خطأنا في هذا العطاء وان حياتنا سلبت منا ! وحينها نبدأ بالتوقف ! وكأنه كان إلزاميا علي ان أستمر فيه وقد نسوا أنه عطاء مني قدّم لهم من أجل الحب وليس حقا مكتسبا أظل أقدمه للجميع طول العمر ! وان حسب بهذه الكيفية فثقي أنك أنتِ من تسببتِ في ذلك لنفسك واتعبتِها بهذا العطاء او هذا الحب الذي وللأسف لم يقدّر من أحد ، وهنا تكون صدمة عليك وعلى من حولك . فكلما وجد الرجل أن الزوجة تغار عليه بشكل أكبر كلّما عرف انه امتلكها لأنها تحبه فكبرت لديه ( الأنا ) في التعامل معها ! والأدهى انه يعتبرها نقطة ضعف لديها فيحاول استفزازها بها؟ او في كل مرة يريد ان يقيس ترمو متر الحب لديها يأتيها من هذا الجانب الممتع له والممرض لها ! فلماذا عزيزتي تسمحين لكل ذلك أن يحدث في حياتك وتسلمي مفاتيح شخصيتك كلها لمن أمامك يبتزك بها ، فنصيحتي لك تعقّلي في هذا الأمر . أما ان كان زوجك خلاف إجابتك على تلك الأسئلة فاحمد الله على ذلك وأبدئي بإعادة حساباتك مع نفسك وقللي من حبك له بحبك لذاتك وفهمها بشكل أكبر . أحمدي الله على ان زوجك رجل يخاف الله ولا ينظر لهذه الأمور وايضا هو رجل محترم ومحب لك ويرى أنك الأولى والوحيدة في حياته ! الدليل عدم تجاوبه لمثل هذه النظرات ! لذلك عليك ان تخففي من غيرتك عليه وحاولي ألّا تبالين دومًا بما ترينه ولا تحاولي لفت انتباهه لذلك لأنه يمكن بتصرفك هذا ان تجعليه لا شعوريا يتجاوب مع الأمر وبدل ان تكوني ابعدتيه عن هذا الأمر تكونين قد قرّبتيه ..وفي كل الأحوال فأنت الخاسرة !! . غاليتي.. لا تشعريه بأنه رجل مميز والجميع ينظر اليه باعجاب لجماله بل اعتبريها نظرة عادية ولا تلفتي انتباهًا لها وأنه كما ان الله خلقه جميل فهناك من بالتأكيد من هو أجمل منه من رجال الدنيا والآخرة ، وان حدث ورأيت ذلك غضي النظر بل بالعكس افتخري به وامتدحيه واخبريه بأنك تشكرين الله على أنه زوجك وأنه ميّزك به والدليل نظرة النساء له وفي المقابل اكرمه الله بزوجة حكيمة مثلك تتغاضى عن هذه الهفوات له وتعتبرها من باب ان الله جميل يحب الجمال ..فلماذا نخفي جمالنا عن ماحولنا ! مع العلم انه بيدنا ان نجعل هذا الجمال يؤذينا او يبنينا ؟ وعليكِ وعلى زوجك الاختيار ! أشعريه بأنك امرأة مميزة تمثل وتشمل كل حرف في هذه الكلمة من الاحترام والدفء والحنان والتفاهم والعقل والحكمة والذكاء والصبر والفطنة والجمال والرقة والأنوثة المفرطة والأمومة الفياضة ....الخ ، وثقي انه كلما شعر أنك مؤمنة بها ولن تتنازلي عنها بأي حال من الاحوال سواء امتدحك بها او لا .. كلما كانت لديه القناعة التامة بأن كل هذه الصفات هى أصل في شخصيتك وهو بالفعل ما يميّزك عن غيرك وتتبدل الغيرة منك إليه ؟ ولكن اياك ان تجعليها غيرة نارية تنقلب عليك .