في أمسية الوفاء التي أقامتها جمعية الثقافة والفنون بجدة الأسبوع الماضي عن الفنان الكبير الراحل محمد علي سندي (يرحمه الله)، كانت فرصة لنتذكر عطاءات وإبداعات هذا الفنان الكبير الذي أسهم في الرقي بتراثنا السعودي وبخاصة الحجازي، وقد كان له دور كبير في تقديم ألواننا التراثية بأسلوب رائع وخاصةً ألوان: «الدانة» و«المجس» و«اليماني الكف» و«الصهبة» وغيرها. لقد أجمع كل من حضر الأمسية على أن الفنان سندي هو رائد التراث، وهو ما أكده أيضًا الفنان الكبير جميل محمود الذي تحدث في الأمسية عن الراحل سندي وقال عنه الكثير من الذي يستحقه، وهذا ليس بغريب من فنان كبير مثل الموسيقار جميل محمود، وليس بالغريب أن يتحدث «كبير عن كبير». وبأسلوبه الجميل تحدث في الأمسية أديبنا الدكتور عبدالمحسن القحطاني وكانت كلمته معبّرة وخاصةً أنه كان جارًا في السكن للفنان الراحل. بصفة عامة كانت الأمسية جميلة تذكّر الجميع فيها الفنان الأصيل محمد علي سندي وما قدمه، وفي نهايتها ردّد الجميع وبصوت واحد: (يرحمه الله). * * * من أمريكا، وبالتحديد من جامعة بوسطن، جاءت قبل أيام إلى جدة الدكتورة ليزا اركوفيتشو (وهي أيضًا مديرة مشروع تراث الجزيرة العربية)، وكان سبب زيارتها هو توثيق التراث الغنائي السعودي من أجل حفظه وتوثيقه ووضعه في متحف التراث العلمي في أمريكا، فلقد وجدت الدكتورة ليزا أن هذا المتحف يضم تراث جميع دول العالم ما عدا السعودية، فجاءت بنفسها لتتولى هذا الموضوع وقامت بزيارات ميدانية لجمعية الثقافة والفنون بجدة ولعدد من فنانينا الكبار أمثال الموسيقار غازي علي والموسيقار جميل محمود من أجل تدوين تراثنا الغنائي بشكل صحيح وقامت أيضًا بنفسها وبمسجلها الشخصي بتسجيل مقطوعات تراثية من ألواننا الشعبية الفلكلورية لتضعها في المتحف العالمي بأمريكا. بدورنا نشكر جدًا الدكتور ليزا على زيارتها واهتمامها بتوثيق تراثنا ووضعه في هذا المتحف العالمي، وطبعًا من الغريب جدًا أن يضم هذا المتحف تراث كل دول العالم إلا تراث بلادنا الحبيبة، فمن المسؤول عن هذا الغياب!. أين الجهات المعنية من مثل هذه المواضيع والأمور التي توثّق تراثنا وفننا، فنحن نسمع عن إقامة أسابيع ثقافية سعودية في الخارج، ومشاركات سعودية في العديد من دول العالم، ولكننا لم نسمع عن الاهتمام بتدوين وتوثيق تراثنا في مثل هذه المتاحف العالمية، وهذا أمر أهم من تلك الأسابيع التي تنتهي بمجرد انتهاءها دون فائدة تذكر! يعني حتى تراثنا الذي يعبّر عن بيئتنا وفنوننا وثقافتنا وحضارتنا.. وعن شخصيتنا، يأتي الأمريكان لتوثيقه وتدوينه! صورة مع التحية إلى الجهات المسؤولة والمعنية، وسلام خاص للأسابيع الثقافية! * * * رحم الله الفنان صالح الشهري.. فما زال خبر رحيله يؤرّق كل محبيه، لقد كان رحيله مفاجئًا.. ومؤلمًا.. كنا ننتظر سفره لإكمال علاجه في الخارج، ولكنها إرادة المولى الكريم. ولا شك أن الراحل صالح الشهري هو من نجوم الفن السعودي والخليجي وأيضًا العربي، وإسهاماته وأعماله تضع اسمه في قائمة الفنانين الكبار نظير ما قدمه في مشواره الفني من أعمال مميزة قدمها الكثير من المطربين والمطربات السعوديين والعرب، وقد تميّزت ألحانه بأسلوب خاصًا به، أسلوب فنان متمكّن. ندعو بالرحمة والغفران لصالح الشهري.. الفنان والإنسان.. وكل من عرفه سيتذكره دائمًا.. وكل من تعامل معه سيفتقده. إحساس يا أسمر.. يا أسمر.. حسّيت برعشة في كياني يوم جات عيني في عينيك ما قدرت أقوم من مكاني ما عرفت أسلّم عليك قربت مني في ثواني لقيتني كلّلي في إيديك (تمنيت من الله).