أكد الأمير مشاري بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة الباحة أن البنية التحتية للمنطقة جاهزة لتنفيذ أي مشروع استثماري من المشاريع المطروحة وأن شركة أسمنت الباحة ستبدأ فعليا في غضون الشهرين القادمين وأن الاستثمارات ستجذب المواطنين الذين يأمل أن يعودوا إلى المنطقة للمساهمة في بنائها وتطويرها. وأوضح الأمير في مؤتمر صحفي عقده مساء البارحة في مركز الملك عبدالعزيز الحضاري بالباحة بمناسبة انعقاد منتدى الباحة الاستثماري الذي تستضيفه الباحة خلال هذه الأيام بحضور أكثر من 500 شخصية هامة على مستوى المملكة أن المنطقة ستعمل بكل طاقاتها وجميع إداراتها الحكومية لخدمة المستثمرين الراغبين في إنشاء مشروعات في المنطقة ينفعون بها وطنهم وأنفسهم, وأن هنالك الكثير من الأمور التي تحتاج المنطقة فيها لمساهمة رجال الأعمال، قائلا: « إنه لا يمكن أن يوضع كل حمل على الدولة وإلا لأصبحت الدولة منافسة لرجل الأعمال أو المستثمر أو القطاع الخاص وهو الأمر الذي لا ينطبق مع سياسة المملكة التي تعمل على حرية الاستثمار وحرية العمل, لذا تطلب الأمر إقامة مثل هذا المنتدى الذي يجمع رجال الأعمال والميسورين والمستثمرين من أبناء المنطقة المنتشرين في مختلف أنحاء المملكة خاصة وأبناء الوطن عامة. وأضاف الأمير: «إن لكل مستثمر في المنطقة الحق في خدمته وفي تسيير أموره بالطريقة التي تريحه. ولا يحتاج المستثمر أن يراجع أي جهة بل عليه فقط أن يأتي بهمة صادقة إلى مكتب خدمات المستثمرين الذي تم افتتاحه مؤخرًا بالإمارة التي يعمل بها عدة أعضاء يمثلون مختلف الإدارات الخدمية وسيجد الجميع في خدمته دون تفرقة بين مستثمر كبير وصغير فالكل يعامل بالجدية والإخلاص». لافتا إلى حق الوطن على جميع أبنائه وكذلك حق المستثمرين على المنطقة بأن يتم خدمتهم بما يرضي الله وبما يساهم في إيجاد فرص عمل كريمة لهم. وقال أمير الباحة: «الفرص لا تأتي إلا بالأعمال، والأعمال لا تكون إلا بالاستثمار والاستثمار لن يأتي إلا عن طريق رجال الأعمال, فهي حلقة متكاملة وأسأل الله أن توفق المنطقة في جلب الاستثمارات التي تعود بالنفع والفائدة للجميع. وأكد الأمير أن البنية التحتية جيدة وستعمل بمشيئة الله على تلبية احتياجات المستثمرين في إنجاز استثماراتهم, وفي حال وجود أي نقص في البنى الأساسية لأي مشروع أو استثمار فإن المنطقة ستعمل على تهيئة كل الخدمات التي يحتاجها المشروع قبل اكتماله مشيرًا إلى أنه سيتم خلال الشهرين القادمين الإعلان رسميًا عن الاكتتاب في شركة الاسمنت متمنيا في الوقت نفسه أن تساهم الاستثمارات المزمع جلبها للمنطقة في توطين الأهالي والحد من هجرتهم للمدن الرئيسية. وأكد الأمير أن العمل لجذب رؤوس الأموال وطرح فرص الاستثمار وتطوير المنطقة في شتى المجالات سيستمر بكل جد لما فيه رضا المنطقة وإيجاد السبل التي تكون بها في المكانة المميزة واللائقة بها. موجها الدعوة لرجال الأعمال للاستثمار في المنطقة, مبينا أن الاستثمار الداخلي يوازي الاستثمار الخارجي حيث قال: «إن الاستثمارات في الخارج يذهب جزء من ربحيتها للضرائب بينما الاستثمار في الداخل لا يتطلب في حال تساوي الفرص وتساوي الدخل وتساوي الربح سوى أن يكون مبنيًا على دراسة وعلى أرقام حقيقية. ونحن لا ندعو المستثمر أن يأتي وتذهب أمواله هباء بدون أي فائدة فهذا لا نرضاه للمستثمر, ولكن في نفس الوقت نقدم له كل الدراسات التي يحتاجها, ناهيك عن الدراسة التي سوف يقوم بها هو بالتأكيد والتي سيكون النجاح والربحية بإذن الله حليفها». وتطرق الأمير إلى الإعلام ودوره في إبراز المنطقة قائلا: «مما لا شك فيه أن للإعلام دوره وأثره ولا يمكن لأي خطوة من الخطوات أن تلاقي نصيبها من النجاح دون أن يواكب ذلك اهتمام إعلامي وتغطية إعلامية مميزة تبرز الواقع بدون مبالغة وأيضًا بدون تقصير في حق الحدث نفسه». وأوضح أنه تم مناقشة العديد من المشروعات المتعثرة لشركة الباحة للاستثمار مع القائمين عليها بهدف إيجاد حلول لما هو متعثر من المشروعات وإلغاء أي مشروع يكلف الشركة ولا ينفعها. وأتمنى أن تعيد الشركة هيكلة مشروعاتها وأن تترجم أفكارها ورؤاها إلى واقع ملموس ينهض بالمنطقة». وأوضح الأمير أن هناك دراسة قامت بها الغرفة التجارية الصناعية بالباحة تتعلق بإنشاء شركة قابضة في المنطقة تلبي احتياجات التنمية وفق الأنظمة الخاصة بالاستثمار وإنشاء الشركات في المملكة. وأضاف الأمير: «إن هناك نية لإنشاء شركة تطويرية أخرى، فضلًا عن إنشاء شركة قابضة يساهم فيها رجال الأعمال والمواطنون سترى النور بمشيئة الله خلال الشهرين القادمين». وأشار الأمير إلى إن الأمانة تعمل حاليًا على نزع الملكيات في المنطقة المركزية وأنها ستضم مستقبلًا فرصًا استثمارية متنوعة سيتم طرحها عن طريق الأمانة, وهناك أفكار أخرى لإيجاد منطقة مركزية ثانية داخل الباحة تكون أكبر مساحةً ويستلهم فيها أفكارًا من سبق في مجال الترفيه لكن المشكلة تكمن في أن معظم الأراضي في المنطقة «جدية» يعني مملوكة لأناس أبا عن جد. قائلا: «نحن نحاول إعداد دراسة حول ذلك لتؤدي الغرض المنشود من ذلك كما أن هناك القرية الشعبية حيث ستكون هناك إضافة للسياحة والسائح وذلك خلال الشهرين القادمين». وتمنى الأمير نجاح الملتقى وأن تكون هناك استثمارات كبيرة أما بالنسبة للعقبات أوجدنا مكتبًا لخدمة المستثمرين وليس للمستثمر أي عذر فالمكتب مفتوح لجميع المستثمرين وإذا وجد تأخير من المكتب فلا يأتيني شخصيا والعامل الأول عامل الدولة وما تقدم من أجل إيجاد البنى التحتية من أجل إنعاش السياحة وأيضا أجهزة الدولة ودور وزارة الزراعة الحفاظ على الزراعة والحماية من الاحتطاب والأمانة قامت بخطوة ممتازة وتمنى الأمير أن يكون للباحة منفذ بحري وأدعو الله أن يتحقق ذلك وعن انعقاد آخر للمنتدى قال سموه: «إذا وجدنا كافة المستثمرين فلن نعقد أي اجتماع ثانٍ واعتقد أنه يجب أن تتسم الأمور بالواقعية والدولة لا تريد ان تكلف المواطن بشيء فهي قادرة ان تعمل مشاريعها». وعن إيجاد منفذ للبحر لإنشاء مشاريع سياحية للمنطقة قال سموه: «أتمنى أن يتحقق ذلك». ونوه الأمير بما تحظى به منطقة الباحة من مقومات سياحية جميلة ومناظر طبيعية خلابة وجو مميز خاصة في فصل الصيف قائلا: «المنطقة تعمل على خدمة زائريها من جانبين الأول بما تقدمه الدولة من بنى أساسية وكذا ما يتعلق بالحفاظ على الغابات من التصحر وإيجاد الوسائل اللازمة لحمايتها وبالخدمات البلدية الخاصة بتطوير المتنزهات والغابات, فيم يكمن الجانب الثاني في الاستثمارات التي تنشئ الفنادق والشقق المفروشة ودور الإيواء وهو ما تسعى الإمارة لتحقيقه في السنوات القليلة القادمة». وأعرب الأمير في ختام المؤتمر عن شكره لكل من ساهم وعمل لإبراز هذا المنتدى داعيًا الله العلي القدير أن تكلل هذه الجهود بالنجاح وأن يؤتي المنتدى أكله ويعود بالنفع على منطقة الباحة وأهلها. وفي ختام المؤتمر التقطت الصور التذكارية لسموه مع ممثلي وسائل الإعلام والصحف المحلية المشاركين في أعمال منتدى الباحة الاستثماري الأول.