يفتتح أمير منطقة الباحة الأمير مشاري بن سعود بن عبدالعزيز اليوم المنتدى الاستثماري الأول بحضور نخبة من الوزراء وكبار المسؤولين ورجال الأعمال البارزين والمستثمرين من داخل المنطقة وخارجها ويتحدث بالملتقى عدد من الأسماء المميزة في عالم الاقتصاد والاستثمار والمفكرين وأصحاب الرأى وذوي الخبرات يزيد عددهم عن 500 مشارك لدعم التنمية الاقتصادية بالمنطقة وذلك بالمركز الحضاري بمدينة الباحة . في ذات الشأن أكد الأمير مشاري بن سعود بن عبدالعزيز أن المنطقة ستعمل بكل طاقاتها وجميع إداراتها الحكومية لخدمة المستثمرين الراغبين في إنشاء مشاريع في المنطقة ينفعون بها وطنهم وأنفسهم ، وأن هنالك الكثير من الأمور التي تحتاج المنطقة فيها لمساهمة رجال الأعمال وأن المستثمر الصغير هو كالمستثمر الكبير سوف يخدم بذات المستوى من الجدية والإخلاص وقال سموه خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده أمس الأول بمقر المركز الإعلامي المصاحب لمنتدى الباحة الاستثماري الأول بمركز الملك عبدالعزيز الحضاري "إنه لا يمكن أن يوضع كل حمل على الدولة وإلا لأصبحت الدولة منافسة لرجل الأعمال أو المستثمر أو القطاع الخاص وهو الأمر الذي لا ينطبق مع سياسة المملكة التي تعمل على حرية الاستثمار وحرية العمل، لذا تطلب الأمر إقامة مثل هذا المنتدى الذي يجمع رجال الأعمال والميسورين والمستثمرين من أبناء المنطقة المنتشرين في مختلف أنحاء المملكة خاصة وأبناء الوطن عامة ". وأكد سمو أمير منطقة الباحة أن لكل مستثمر في المنطقة الحق في خدمته وفي تسيير أموره بالطريقة التي تريحه ، وقال سموه " لا يحتاج المستثمر أن يراجع أي جهة بل عليه فقط أن يأتي بهمة صادقة إلى مكتب خدمات المستثمرين بالإمارة الذي يعمل به عدة أعضاء يمثلون مختلف الإدارات الخدمية وسيجد الجميع في خدمته دون تفرقة بين مستثمر كبير وصغير فالكل يعامل بالجدية والإخلاص". وأضاف سموه : " للوطن حق كبير على جميع أبنائه ، وحق المستثمرين علينا أن نخدمهم بما يرضي الله وبما يساهم في إيجاد فرص عمل كريمة لهم ، فالفرص لا تأتي إلا بالأعمال ، والأعمال لا تكون إلا بالاستثمار ، والاستثمار لن يأتي إلا عن طريق رجال الأعمال ، فهي حلقة متكاملة "، راجياً سموه أن توفق المنطقة في جلب الاستثمارات التي تعود بالنفع والفائدة للجميع. وأشار سمو أمير منطقة الباحة إلى ما تضمه المنطقة من بنية تحتية جيدة ستعمل بمشيئة الله على تلبية احتياجات المستثمرين في إنجاز استثماراتهم ، مؤكداً أنه في حال وجود أي نقص في البنى الأساسية لأي مشروع أو استثمار فإن المنطقة ستعمل على تهيئة كل الخدمات التي يحتاجها المشروع قبل اكتماله. وأبدى سموه تطلعه لأن تساهم الاستثمارات المزمع جلبها للمنطقة في توطين الأهالي والحد من هجرتهم للمدن الرئيسة ، مؤكداً أن العمل سيستمر بكل جد لما فيه رضا المنطقة وإيجاد السبل التي تكون بها في المكانة المميزة واللائقة بها. وجدد سمو أمير منطقة الباحة الدعوة لرجال الأعمال للاستثمار في المنطقة ، مؤكداً أن الاستثمار الداخلي يوازي الاستثمار الخارجي حيث إن الاستثمارات في الخارج يذهب جزء من ربحيتها للضرائب بينما الاستثمار في الداخل لا يتطلب في حال تساوي الفرص وتساوي الدخل وتساوي الربح سوى أن يكون مبنياً على دراسة وعلى أرقام حقيقية. وقال " نحن لا ندعو المستثمر لأن يأتي وتذهب أمواله هباءً بدون أي فائدة فهذا لا نرضاه للمستثمر ، ولكن في نفس الوقت نقدم له كل الدراسات التي يحتاجها ، ناهيك عن الدراسة التي سوف يقوم بها هو بالتأكيد والتي سيكون النجاح والربح بإذن الله حليفيها ". ورحب سموه بالإعلاميين الوافدين للباحة من مناطق المملكة المختلفة ، وقال " لا شك أن للإعلام دوره وأثره ، ولا يمكن لأي خطوة من الخطوات أن تلاقي نصيبها من النجاح دون أن يواكب ذلك اهتمام إعلامي وتغطية إعلامية مميزة تبرز الواقع بدون مبالغة وأيضاً بدون تقصير في حق الحدث نفسه". وحول شركة الباحة للاستثمار ووضعها الحالي ، أكد سموه أنها تمت مناقشة العديد من مشاريع الشركة المتعثرة مع القائمين عليها بهدف إيجاد حلول لما هو متعثر من المشاريع وإلغاء أي مشروع يكلف الشركة ولا ينفعها ، راجياً سموه أن تعيد الشركة هيكلة مشاريعها وأن تترجم أفكارها ورؤاها إلى واقع ملموس ينهض بالمنطقة. وكشف سمو أمير منطقة الباحة عن دراسة قامت بها الغرفة التجارية الصناعية بالباحة تتعلق بإنشاء شركة قابضة في المنطقة تلبي احتياجات التنمية وفق الأنظمة الخاصة بالاستثمار وإنشاء الشركات في المملكة ، مفيداً سموه أنه يوجد أيضاً نية لإنشاء شركة تطويرية أخرى ، فضلاً عن إنشاء شركة قابضة يساهم فيها رجال الأعمال والمواطنون وسترى النور بمشيئة الله خلال الشهرين القادمين. وفيما يخص الاستثمار في المنطقة المركزية ، بين سموه أن الأمانة تعمل حالياً على نزع الملكيات في المنطقة المركزية وأنها ستضم مستقبلاً فرصا استثمارية متنوعة سيتم طرحها عن طريق الأمانة ، ملمحاً سموه إلى أن هناك أفكارا أخرى لإيجاد منطقة مركزية ثانية داخل الباحة تكون أكبر مساحةً ويستلهم فيها أفكار من سبق في مجال الترفيه ، راجياً سموه أن يبتدئ العمل بها خلال الشهرين القادمين. ولفت سمو أمير منطقة الباحة الانتباه إلى ما تحتضنه المنطقة من مناظر طبيعية خلابة وجو مميز خاصة في فصل الصيف ، مؤكداً أن المنطقة تعمل لخدمة زائريها من جانبين الأول بما تقدمه الدولة من بنى أساسية وكذا ما يتعلق بالحفاظ على الغابات من التصحر وإيجاد الوسائل اللازمة لحمايتها وبالخدمات البلدية الخاصة بتطوير المتنزهات والغابات ، فيما يكمن الجانب الثاني في الاستثمارات التي تنشئ الفنادق والشقق المفروشة ودور الإيواء وهو ما تسعى الإمارة لتحقيقه في السنوات القليلة القادمة. ورداً على سؤال حول شركة ومصنع إسمنت الباحة وما استجد بشأنها ، أبان سموه أن التأخر في المشروع لم يكن من العاملين عليه بل كان في استخراج الرخص حيث توجد عدة رخص منها رخص الكشف والاستطلاع التي تم الانتهاء منها مؤخراً ورخصة الاستغلال التي يجري العمل عليها حالياً ، مؤكداً سموه أنه سيتم خلال الشهرين القادمين بمشيئة الله الإعلان رسمياً عن الاكتتاب في الشركة. وأعرب سمو أمير منطقة الباحة في ختام المؤتمر الصحفي عن شكره لكل من ساهم وعمل لإبراز هذا المنتدى ، داعياً سموه الله العلي القدير أن تكلل هذه الجهود بالنجاح وأن يؤتي المنتدى أكله ويعود بالنفع على منطقة الباحة وأهلها. وكان سموه قد تجول في المركز الحضاري واطلع على سير عمل اللجان العاملة في المنتدى ودشن المركز الإعلامي بالمنطقطة واستمع لشرح مفصل عنه واعتماد شعار المركز للمصمم المهندس طلال آل حيان وفي ختام المؤتمر التقطت الصور التذكارية لسموه مع ممثلي وسائل الإعلام والصحف المحلية المشاركين في أعمال منتدى الباحة الاستثماري الأول. كما افتتح سمو أمير منطقة الباحة مقر المركز الإعلامي بمركز الملك عبدالعزيز الحضاري حيث قام بقص الشريط إيذاناً بافتتاح المركز ثم تجول به وشاهد محتوياته التي تضم العديد من الأجهزة والتجهيزات الإلكترونية والحاسوبية والتصويرية ، فضلاً عن الركن المخصص للمؤتمرات الصحفية ومعرض الصور الذي يضم عدداً من الصور الخاصة بالمنطقة التي التقطتها عدسات المصورين. حضر المؤتمر والافتتاح وكيل إمارة منطقة الباحة الدكتور حامد بن مالح الشمري ، وأمين منطقة الباحة المهندس محمد بن مبارك المجلي ، ومدير شرطة المنطقة اللواء محمد بن حمد الهطلاني ، وعدد من المسؤولين في المنطقة .