منذ الخمسينات من القرن الميلادي الماضي تحالف الاتحاد السوفيتي مع بعض الدول العربية، وبعض دول أوروبا الشرقيةكألمانياالشرقية والمجر وتشيكوسلوفاكيا، والتي كانت تتأثر بالشيوعية، وقبل أن يتفكك ويبقى على مسمى روسيا كما هو معروف في وقتنا الحاضر وقبل نهاية ما يسمى بالحرب الباردة بين الاتحاد السوفيتي والغرب، كان الروس يتدخلون في شؤون هذه الدول باعتبار أنهم أصدقاء ومناطق نفوذ لهم يدافعون عنهم ويتم تسليحهم، وطيلة تلك الحقبة الزمنية التي مضت على صداقة روسيا لبعض الدول كان الروس في آخر لحظة يتقاعسون عن مساعدة أصدقائهم وبخاصة العرب وفي كل الحروب التي دارت رحاها بين العرب وإسرائيل، فكانت روسيا تجعجع وتتوعد في بداية الحرب وهي تحاول فرد عضلاتها بما تمتلكه من حق النقد (الفيتو) وكذلك الأسلحة النووية، إلا أنه وفي آخر لحظة ما تلبث أن تتقهقر وتتراجع وتترك الإسرائيليين يفترسون أصدقاءها من العرب، حتى استولى الإسرائيليون على القدس والكثير من المدن الفلسطينية وسيناء من مصر والجولان من سوريا، حدث ذلك في حروب عدة في القرن الميلادي الماضي، بل عندما اندلعت هذه الحروب كانت روسيا أو الاتحاد السوفيتي السابق يمد إسرائيل بالآلاف من اليهود الروس المهاجرين المتعلمين الذين يتدفقون على إسرائيل، وقد التحقوا بالقوات الحربية الإسرائيلية، إلا أن القشة التي قصمت ظهر البعير هي عندما حاول الروس إنقاذ حلفائهم في أفغانستان وتدخلوا لصالحهم في بداية الثمانينيات من القرن الميلادي الماضي، وهُزموا أمام المقاومة الأفغانية، وتراجعوا ولحقت بهم هزيمة ماحقة، وعلى إثر هذه الهزيمة انسحبت القوات الروسية من الأراضي الأفغانية، وعادت ألمانياالشرقية وتوحدت بألمانياالغربية، وأصبحت دولة واحدة وهناك دولة التشيك وتشيكوسلوفاكيا وبعد تفتيت وتفكيك الاتحاد السوفييتي أصبحت دويلات عدة، إلا أن الروس لم يعوا الدروس السابقة، ولم يقرأوا التاريخ بتمعن، بل أعادوا نفس السيناريو مرة أخرى وتحالفوا ضد شعوب تطالب بالحريات والإصلاحات كما يحدث الآن في الأزمة السورية الحالية، فعرقلوا عددا من القرارات التي أصدرتها الأممالمتحدة والتي تدين النظام السوري وتسعى لإجباره على وقف القمع الذي يتعرض له الشعب السوري، ولكن للأسف قامت روسيا والصين باستخدام حق النقد (الفيتو) لعرقلة أي قرارات ضد النظام السوري، ليتضح لنا أن روسيا بما تفعله الآن لا تُحسن قراءة التاريخ. عويض نفاع الرحيلي - المدينة المنورة