قالت وكالة الأنباء الروسية أمس لو تحقق ما لاحت بوادره في بداية العشرينات من القرن العشرين لأصبح شبه جزيرة القرم موطنا لدولة يهودية تعرف الآن باسم إسرائيل. لقد كانت قيادة روسيا السوفيتية حينذاك في أمس الحاجة إلى الموارد المالية لإعادة اعمار ما دمرته الحرب الأهلية في أقاليمها بما فيها القرم. ولحسن حظ الحكومة السوفيتية أو لسوء حظها توجهت مؤسسة مالية يهودية تدعى "جوينت" يقع مقرها في الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى استثمار بعض أموالها في القرم في محاولة لإقامة كيان يهودي هناك في صورة جمهورية من المفروض أن تكون إحدى الجمهوريات السوفيتية المتحدة، أي إحدى جمهوريات الاتحاد السوفيتي. وتعهدت الحكومة السوفيتية بموجب اتفاقية وقعتها مع "جوينت" في عام 1929 بتخصيص 375 ألف هكتار من الأراضي في القرم لإقامة مستوطنات يهودية عليها مقابل أن تخصص "جوينت" 5ر1 مليون دولار في السنة للاتحاد السوفيتي. ولم يحقق مشيدو الدولة اليهودية في القرم مرادهم، إذ أمر الزعيم السوفيتي ستالين في نهاية المطاف بوقف تنفيذ هذا المشروع، مشيرا إلى أن هذا المشروع لن يؤدي إلا إلى إشعال نار البغيضة العرقية في هذا الإقليم. وفي عام 1954 أصبح إقليم القرم جزءا من جمهورية أوكرانيا السوفيتية. ويرى ميخائيل بولتورانين الذي تولى وزارة الإعلام الروسية في فترة ما بين عامي 1990 و1992 أن قيادة الاتحاد السوفيتي احتاطت لاحتمال أن تطالب واشنطن بالقرم كتعويض عما أنفقته الولاياتالمتحدة على مساعدة الاتحاد السوفيتي في حربها ضد ألمانيا النازية، فقررت نقل القرم من تبعية جمهورية روسيا إلى تبعية أوكرانيا.