فقدت الساحة الفنية السعودية ظهر أمس عميد الفن السعودي الموسيقار طارق عبدالحكيم الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى في العاصمة المصرية القاهرة وتم دفنه هناك أمس في مقابر الحرمين الشريفين بالقاهرة والمخصّصة للموتى السعوديين. وبنبرة حزن بالغة، تحدث ابن موسيقارنا الراحل، الأستاذ سلطان طارق عبدالحكيم عن تفاصيل رحيل والده، فقال ل «المدينة»: أحسن الله عزاءكم.. ورحم الله الوالد.. لقد جاء إلى القاهرة قبل عدة أشهر قليلة وهو في حالة صحية غير مستقرة إلى أن وافاه الأجل ظهر أمس في منزله بالقاهرة حينما كان نائمًا واستيقظ قبل صلاة الظهر وقام وطلب منا إحضار كأس ماء وبعد أن شربه قام وتوجه نحو القبلة وصلى صلاة الظهر وبعدها طلب مني ومن الأسرة أن نحضر إليه وأن نلقنه الشهادة وفعلاً لقناه إياها بالكامل وبعدها أغمض عينيه للأبد. وأضاف سلطان: لقد دفناه في القاهرة بناء على وصيته التي أوصانا إياها منذ عدة أشهر.. رحمه الله وأسكنه فسيح جناته. هذا ومن المتوقع أن تقام مراسم العزاء في فقيد الفن السعودي ابتداء من اليوم الأربعاء بمتحفه الخاص في جدة، وسيكون في مقدمة مستقبلي المعزين ابنه سلطان وأفراد العائلة وأصدقاء الفنان الكبير. وبرحيل الموسيقار طارق عبدالحكيم تطوى صفحة هامة من صفحات الفن في المملكة والخليج والعالم العربي، فقد كان الفنان الراحل من رموز الفن العربي وله مساهمات كبيرة وعطاءات متميزة، وقدم خلال مشواره مع الفن منذ أكثر من 60 عامًا العديد من الأعمال الفنية التي أسهمت في الرقي بالفن السعودي والأغنية السعودية على وجه الخصوص. كما كانت له إسهامات بارزة في الارتقاء بالفن العربي من خلال ترؤسه لمجمع الموسيقى العربية التابع لجامعة الدول العربية ولفترتين متتاليتين. ويعتبر الموسيقار طارق عبدالحكيم عميد الفن السعودي فهو صاحب البدايات في تاريخ الأغنية السعودي وقد أسهم في تطويرها والارتقاء بها وإيصالها للجماهير في كل أنحاء العالم العربي، وقد غنى من ألحانه جميع المطربين السعوديين ومجموعة كبيرة من المطربين والمطربات العرب. ومن أشهر الأغنيات التي لحنها وغناها بصوته، أغنية «يا ريم وادي ثقيف» من كلمات الأمير الراحل عبدالله الفيصل، وبالإضافة إلى الأغنيات الشهيرة: «أبكي على ما جرالي يا هلي، ويا ناعس الجفن، وقلت يكفي البعد..» وغيرها الكثير. رحم الله الموسيقار العميد طارق عبدالحكيم والذي بلا شك جاء خبر رحيله محزنًا لكل محبيه لما عُرف عنه من أخلاق فاضلة وعطاء فني وثقافي كبير سوف يُسجل بحروف من ذهب في تاريخ الثقافة والفن في المملكة العربية السعودية والعالم العربي.