توفي الموسيقار السعودي طارق عبدالحكيم أمس (الثلثاء) في القاهرة، بعد معاناة مع المرض. والفقيد سافر إلى القاهرة قبل أشهر عدة، وحالته الصحية غير مستقرة إلى أن توفي أمس، ودفن في مقابر الحرمين الشريفين في القاهرة، المخصّصة للموتى السعوديين. وقال ابن الراحل سلطان ل«الحياة»: «والدي كان يعاني من آلام في البروستات، ويتعالج في القاهرة منذ شهرين، لكنه توفي ظهر أمس، ودفن في القاهرة»، لافتاً إلى أن والده أوصاه بدفنه في المكان الذي يتوفى فيه. وأضاف أن مراسم الدفن حضرها أصدقاء الراحل، وعدد من العاملين في السفارة السعودية، مؤكداً أن طارق عبدالحكيم فقيد الجميع وليس عائلته فقط. وذكر مدير فرع جمعية الثقافة والفنون في محافظة الطائف فيصل الخديدي أن وفاة طارق عبدالحكيم وضعت حداً لتواصل مدد الفن الذي يحمل عبق التراث الحجازي الأصيل، مشيراً إلى أن فرع الجمعية في الطائف كرمه قبل عامين، وكذلك النادي الأدبي. وأضاف أن الراحل كان يحرص على الحضور للمحافظة في كل صيف، والمشاركة ببعض الأغاني المستمدة من التراث الحجازي، لافتاً إلى أن أغانيه متمسكة بجودتها. وولد الفنان طارق عبدالحكيم في مدينة الطائف عام 1916، في ضاحية «المثناة»، التي كان سكانها يشتهرون بالزراعة في ذلك الوقت، إذ كان يردد الأغاني ذات الفولكلور القديم منها المجرور والأهازيج، ولكن في سن ال14 من عمره توفي والده، وانتقل للعيش مع خاله، وتعلم الفن بعد حضوره لجلسات للفنان حسن جاوه في الطائف. والتحق في الخدمة العسكرية عام 1939، ثم انتقل من الطائف، التي كانت مركز الجيش السعودي آنذاك إلى الرياض، وعرف عنه مغنياً وعازفاً وهاوياً، وساهم في تطوير وتوزيع موسيقى النشيد الوطني السعودي. وحصل الفنان طارق عبدالحكيم على جائزة اليونسكو للموسيقى عام 1981، وانتخب رئيساً للمجمع العربي للموسيقى في عامي 1983 و1987. وكانت للراحل أغنيات عدة، أشهرها «أبكي على ما جرا لي»، التي غناها عدد من المطربين العرب، وكذلك أغنية «يا ريم وادي ثقيف»، و«تعلق قلبي»، و«يا ناعس الجفن».