توفي في القاهرة أمس عميد الفن السعودي الموسيقار طارق عبدالحكيم بعد مسيرة فنية طويلة وذلك عن عمر يناهز 97 عاما. وقال سلطان نجل الراحل في تصريحات إلى "الوطن" إن الفقيد توفي في منزله في تمام الساعة الواحدة ظهرا أمس بتوقيت القاهرة، وأنه سيتم دفنه في مقبرة الحرمين الشريفين بجوار الأزهر الشريف بناء على رغبته. وأضاف سلطان أن العزاء يستقبل في والده بدءا من اليوم في متحفه الخاص بجوار منزله في جدة (طريق الملك- حي النهضة- خلف محطة نفط وشمال بنك الجزيرة). وقدم سلطان باسمه وباسم عائلة الفقيد شكره لكل من واساهم في مصابهم من فنانين وشخصيات ومسؤولين من داخل المملكة وخارجها. وودع الفن السعودي ابتسامه رجل نشر الفرح والبهجة من خلال ما قدمه للجمهور من أغنيات كما يقول خالد أبو منذر مدير أعمال الراحل طلال مداح. وأضاف منذر "لم تكن الابتسامة تفارق طارق عبدالحكيم، فقد نشر الرجل ثقافة الحب والفن معا.. كان يستقبل أصدقاءه يوميا في متحفه الخاص من بعد صلاة العشاء وحتى ساعات متأخرة حتى قبل مغادرته إلى القاهرة". وغنى من ألحانه الكثير من الفنانين سواء من جيل الرواد أو من الأجيال الحالية أمثال طلال مداح في أغنية "فات الأوان"، و"لك عرش وسط العين"، و"تعداني وما سلم" وغيرها، ومحمد عبده في أغاني مثل "لنا الله"، و"لا تناظرني بعين"، وغنت له هيام يونس في أغنية "البعد والحرمان"، وأيضا علي عبدالكريم في أغنية "يا ناعس الجفن" التي سبق أن غناها طلال، وعبدالمجيد عبدالله في أغنية "أبكي على ما جرى لي يا هلي" وغيرهم. وتعاون مع وديع الصافي في أغنية "لا وعينيك" وسميرة توفيق "أشقر وشعره ذهب" وفهد بلان في أغنية "محبوب قلبي" وغيرهم. طارق عبدالحكيم بن عبدالكريم كان علامة بارزة في الفن السعودي أمر خادم الحرمين الشريفين بتكريمه ومنحه وسام الاستحقاق من الدرجة الثانية عام 1984 تقديراً لأعماله وإنجازاته الفنية طيلة أكثر من نصف قرن حفلت بالأوليات ، فهو أول من كون فرقة موسيقى الإذاعة السعودية عام 1960 بجدة وأول من أسس مسرح الإذاعة والتلفزيون وأول ملحن سعودي تغنى بكلماته مطربون من مصر ولبنان ودول الخليج. إنه تحديداً أول قائد أوركسترا ظهر في السعودية. ولد الراحل في ضاحية المثناة بالطائف عام 1338 ومتزوج من الشريفة لطيفة بنت زين العابدين آل غالب وله منها سلطان وناهد ووفاء وبيرهان، عمل في الجيش وتقاعد برتبة عميد واشتهر بلقب "عميد الفن السعودي". أسس عبدالحكيم أول مدرسة موسيقى للجيش عام 1373 وطور السلام الملكي الذي وضعه عبدالرحمن الخطيب عام 1396، وكان أول من أسس فرقة موسيقية للإذاعة عام 1381، له عدد من المؤلفات عن الرقصات الشعبية والفلكلور في الجزيرة العربية، وعين مديراً للفنون الشعبية بالرئاسة العامة لرعاية الشباب عام 1396، وانتخب رئيساً للمجمع العربي للموسيقى بجامعة الدول العربية عام 1983، وحصل على جائزة اليونسكو الدولية للموسيقى عام 1981. كان الراحل يبحث عن ترخيص لمتحف غني بالتراث الموسيقي أسسه في جدة بعد تقاعده من العمل العسكري، وجمع فيه الكثير من المقتنيات الموسيقية التراثية مثل الآلات الموسيقية القديمة والكثير من الأسطوانات الموسيقية لكثير من الفنانين القدماء المعروفين بالإضافة إلى إرثه الموسيقي الخاص. ونعى الراحل عدد من الشخصيات الفنية والرسمية ومنهم وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة الذي قدم تعازيه في وفاة طارق عبدالحكيم على صفحته في موقع "تويتر".