• الأكيد أن الرئيس الاتحادي اللواء محمد بن دخل كان يتوقع أن يواجه بشيء من الرفض والممانعة لإستراتيجيته المعنية بإعادة تريب الفريق الأول لكرة القدم، ولكن لم يخطر على باله أن يصطدم بهذا الكم الهائل من التناقض، فمن يصف صباحًا لاعبي الفريق بالعواجيز، يعود في المساء معارضًا سياسة الإحلال وضخ الدماء الشابة في عروق الفريق. • أصعب لحظة في مسيرة أي فريق في العالم هي ساعة الحقيقة التي يعلن فيها هبوط المؤشر الفني لعناصره ويصبح من المحال المحافظة على تألقه في تحقيق الإنجازات والبطولات، بمعنى دخوله إلى مرحلة جديدة تتطلب العمل بتفاني للعودة السريعة. • مثل هذه الظروف شهدتها كل أنديتنا السعودية، والكبيرة منها على وجه الخصوص، فقد عانى الهلال في فترة من تاريخه بعد عزوف الداعمين وتهرب الجميع من تحمل المسؤولية مما دفع رعاية الشباب حينها تكليف كابتن فريق الطائرة فواز المسعد لتولي مهمة رئاسة النادي، واستمر هذا الوضع إلى أن عاد أبنائه المخلصين للالتفاف حوله من جديد وإعادته إلى طريقه الصحيح، كذلك الأهلي وعلى الرغم من جهود الأمير الراحل محمد العبدالله وبعده الأمير خالد العبدالله وبذلهما الغالي والنفيس إلا أن عجلة إعادة البناء كانت بطيئة، واستمرت طويلاً وقد يكون حان الوقت الآن لقطف الثمار بخلق فريق يشبه أهلي ديدي وسنتانا، أما النصر فلا زال يبحث عن نفسه بعد رحيل جيل العمالقة ماجد ويوسف ومحيسن والهريفي. • الآن وعندما جاء الدور على الاتحاد استكثر المنظرون وفاقدو الرؤية أن يأخذ الفريق أنفاسه من جديد بعد أن ودع مرحلة زاهية وصل فيها إلى القمة وتوجها بالعالمية. • يحتاج الاتحاد الآن إلى الهدوء والانتماء الحقيقي يشبه الذي رأيناه في مواقف أبو الحسن وعلوان وعسيري وغيرهم من حاضري اللقاء الشرفي كنماذج للاتحاديين المخلصين المهتمين، فقط بمصلحة الكيان دون البحث عن أضواء أو مهاترات. • ممارسة المزيد من الضغوط والانتقادات الجارحة على إدارة اللواء ابن داخل سيربكها أكثر ما هي مرتبكة ويكرس الكثير من التخبطات فهي نتائج طبيعية إذا فقدت الإدارة الموضوعية في تحقيق الأهداف التي رسمتها لنفسها؛ ومع هذا وبأمانة فقد أوفت هذه الإدارة بالكثير من وعودها عندما وفرت داعمين جددا بعد عزوف السابقين، وشرعت في عملية الإحلال بالاستغناء عن أربعة من الاحتياطيين (ملائكة ومحمد سالم والصقري ومناف) بل إنها كانت في قمة الوفاء معه عندما رحمتهم من صفير الجماهير بعد أن تعودوا منهم على التصفيق والتشجيع، أيضًا على جانب التعاقدات الجديدة وبرغم محدودية الاختيار في الفترة الشتوية إلا أنها تعاقدت مع أربعة أجانب ومثلهم محليين وكلهم يحتاجون إلى مزيد من الصبر وأخذ الفرصة كاملة؛ وأما مسألة النجاح من الفشل فهي فرضية يحكمها التوفيق وهو حكم منطقي ينطبق على تعاقدات كل الأندية الأخرى، فلا يمكن معه الرهان وحتمية الاستفادة منها بالشكل المأمول. • اتهام الإدارة الاتحادية بأنها لا تتدرج في الإحلال هو حكم ظالم لا يستند إلى حقائق، فمشاركة اللاعبين الشبان كانت محدودة بسبب ارتباطاتهم المتعددة مع المنتخبات. • يبقى أن تكون إدارة اللواء أكثر شفافية مع جماهير النادي وتوضح لهم خطواتها في إعادة البناء، عندها ستتقبل هذه الجماهير النتائج المتردية والتأخر في سلم الترتيب، مع التأكيد على أن قرب أنصار النادي من الإدارة في هذه المرحلة سيختصر الكثير من الوقت ويضمن عودة الفريق سريعًا إلى وضعه الطبيعي كرقم صعب في كرة القدم السعودية.