يقام اليوم الحفل الختامي لمهرجان مسرح الشباب الأول والذي تنظمه جمعية الثقافة والفنون بالطائف على مدار أسبوع، قُدمت من خلاله عدة عروض مسرحية بطاقات شبابية، وقد حظيت العروض بإقبال جماهيري متفاعل وبرؤى نقدية أقرب لقراءة النص. اليوم سيكون رمان الطائف حاضرًا من خلال ثماني جوائز، شُكلت جوائزها على هيئة رمانة، والجوائز هي: «الرمانة الذهبية» لأفضل نص مسرحي شاب، و»الرمانة الذهبية» لأفضل إخراج مسرحي شاب، و»الرمانة الذهبية» لأفضل سينوغرافيا، و»الرمانة الذهبية» لأفضل عرض مسرحي متكامل، وهناك «رمانة ذهبية خامسة لأفضل فريق جماعي»، كما ستكون هناك ثلاث جوائز للممثلين: «الرمانة الذهبية» للمركز الأول، و»الرمانة الفضية» للمركز الثاني، و»الرمانة البرونزية» للمركز الثالث. المهرجان خلال أيامه الماضية حظي بعروض حملت نصوصًا ذات دلالات نفسية وحسية وذاتية، وكانت هذه العروض تحت سياط النقد من خلال الندوات النقدية التي صاحبت كل عرض. «رصيف 7» عرض قدمته فرقة نجران من تأليف صالح زمانان وإخراج سلطان الغامدي ويتناول الحلم واليقظة وما بينهما من خيط رفيع وليكون مع الأرصفة حكايات اتضحت من خلال قراءة العرض من الدكتور علي الرباعي والذي رأى أن النص مختزل ثقيل بالأفكار ولكنه ضعيف في حمله لها ويحمل دلالات رقمية من خلال الرقم (7)، وتمنى الرباعي لو أن المؤلف اكتفى برصيف واحد ففيه كل الحكايات والتأويلات التي تختزنها تلك الأرصفة التي تكون شاهدة على خطوات وأمنيات، ومن خلال النوم والحلم نجد العرض يجسّدهما ليكون الفرح في تجليات حضور من خلال الحلم. المداخلات بدأها صبحي يوسف حيث رأى أن العمل من مؤلف كبير ولكن إطالة المقدمة زرعت الملل، كما رأى صبحي أيضًا أن النهاية سيئة جدًا. «مجلس العدل والانتماء» عرض قدمه نادي المسرح بجامعة الملك سعود ويتحدث عن قراءة لظلم وما ينتج عنه من انحطاط وتشظي في الذات المظلومة، وقد شهد العرض تفاعل الجمهور خاصة في النهاية والتي جاءت تحمل دلالات الانتماء والاحتفاء بدولة العدل المملكة العربية السعودية حيث انتهى العرض بكلمة لخادم الحرمين الشريفين. المسرحي ياسر مدخلي رأى أن النهاية لم تكن موفقه وكان هناك اقحام للعرض الأخير، كما أن العرض حمل فواضل لا تحمل ضرورة قسوى. من جانبه قال مخرج المسرحية عائض البقمي: العمل متعب جدًا لسببين أولًا لأن كاتبه هو الكاتب توفيق الحكيم وهو قامة من السهولة بمكان التعامل مع نص بتلك القامة والسبب الثاني هو كيفية التعامل مع نص تطرّق له سبعة مخرجين من قبلي، ولهذا حاولت أن أقدم تغييرًا يكون تعبيرًا لواقع يرسمه الظلم فجئت بتلك الرؤى التي أرى انها تختط مسارًا مع دلالات النص. «بناء لا ينتهي» عرض من جمعية الثقافة والفنون بأبها، وكاتب النص ومخرجه باسل الهلالي جعل القراءة النقدية التي قدمها عبدالعزيز عسيري تبدو قاسية، حيث أبدى بعض ملاحظاته حول ترابط النص المسرحي، موضحًا أن الجمع بين الإخراج والكتابة لابد أن تخلق فجوة وخللا في أداء العمل وربما مسرحية «بناء لا ينتهي» كان أداء ممثليها لم يكن في مستوى يرقى للمشاهد وهذا ما يجعلنا نؤكد أن الممثلين يحتاجون كثافة تدريبية. «في محطة وصول» مسرحية قدمها نادي المسرح بجامعة جازان من إخراج سالم باحميش وإعداد مشعل الرشيد وتأليف فتحي رضوان. بدأ العرض بجملة حركية لمجموعة من الممثلين يسلط فيها مخرج العمل على الممارسات العنيفة التي تلقاها شعب دولة من قبل محتليها.. تصاعد الحدث بعد ذلك ليقحمنا في جو العمل بشكل سريع، فكانت القصة تدور حول معتقل وحارس يمارس عليه صنوف عذابات متكررة، ومحكوم عليه بالإعدام، وهم في انتظار القطار الذي سيقلهم لمنطقة أخرى يتم فيها تنفيذ الحكم، وينتهي العمل بعد ذلك على فك قيود المعتقل واعتراف المحتل بخطأه واستعداده لأي شيء يصدر بحقه جراء هذا القرار. قدم القراءة النقدية لهذا العرض سلمان السليماني، وأدار الندوة حسين الفيفي. «عصف» جامعة مسرحية لجامعة الطائف من إخراج مساعد الزهراني، وتأليف فهد ردة الحارثي، والمسرحية تناقش فكرة الانتظار داخل زوايا محطة والممثلون ينتظرون ذواتهم التي رحلت عنهم، رافق العرض مؤثرات صوتية وجمل حركية ولوحة بصرية رائعة جدًا، والمسرحية كانت تسير برتم جيد منذ بدايتها إلى نهايتها، وتفاعل الجمهور مع أداء المجموعة التي قدمت فرجة ومشهدية بصرية غاية في الجمال. قدم عقبها إبراهيم الحارثي قراءة نقدية لهذا العرض ليقرأ ما يحمله النص من لغة فلسفية مثالية ترتسم بها الحياة. «رماد» آخر عروض المهرجان، مسرحية «رماد».. عرض قدمته فرقة عوام ميديا من الدمام، وتفاعل معه الدكتور عالي القرشي بقراءته وأبدى اندهاشه بفكرة النص وما حمله من دلالات فكرية وفلسفية تحكي الذات وتخلق ملامح أخرى للحياة. من المهرجان * حظي المهرجان بحضور جميل وبتنظيم أشاد به كل من حضر، وأيضًا حظي المهرجان بمتابعة إعلامية جيدة، وكان في «الفيس بوك» صفحة تعنى بما ينشر ويدور في المهرجان، ولم يكن المهرجان للعروض المسرحية فقط، بل كانت هناك عروض شعبية وعروض فنية قدمتها بعض الفرق الفنية والشعبية. * تواجد دائم طوال أيام المهرجان للفنانين: الدكتور راشد الشمراني ومحمد المنصور وكذلك عبدالله التركي وصبحي يوسف، وكان لتواجدهم دلالة على وعيهم بأهمية هذا المهرجان وأيضًا دعم للممثلين الشباب الذين قدموا عروضًا أشاد بها الجميع. * الفرق المشاركة كان لها برنامج مُعد من قبل لجان المهرجان اشتمل على زيارات للمواقع الأثرية وللمعالم الحضارية في الطائف، حيث تمت زيارة برج قلب الطائف وزيارة قصر شبرا ومتحف الشريف التراثي.