المتتبع لتطورات الأحداث في كل من سوريا وإيران، لابد وأن يلحظ القواسم المشتركة بين نظامين ديكتاتوريين يمارسان القمع ضد شعبيهما، ويستخدمان وسائل التعذيب والقوة المفرطة ضد الأبرياء بما في ذلك النساء والشيوخ والأطفال، إلى جانب انتهاكهما القانون الدولي والاتفاقيات والمواثيق والأعراف الدولية والتي تمثل الاعتداءات المتكررة على البعثات الدبلوماسية العربية وغير العربية - الذي يعتبر الاعتداء على السفارة البريطانية في طهران أحدثها - وأحد مظاهرها، إلى جانب تزييف الحقائق، ومحاولات دبلجتها بشكل فاضح على نحو ما كشفته وسائل الإعلام بشأن شريط الفيديو الذي عرضه وزير الخارجية السوري وليد المعلم في مؤتمره الصحفي الاثنين الماضي، هذا إلى جانب الاستفزازات المستمرة للنظامين ضد المجتمع الدولي، والذي يضعهما في خانة واحدة مع إسرائيل مع الفارق بأن إسرائيل لا تمارس التنكيل وارتكاب جرائمها ضد الإنسانية في حق شعبها، وإنما ضد الشعب الفلسطيني الذي تحتل أراضيه. كم يذكرنا هذا المشهد بما كان يسمى بدول المحور خلال فترة الحرب العالمية الثانية، عندما وقفت ألمانيا النازية وإيطاليا الفاشية واليابان التي كانت تؤله إمبراطورها في جبهة واحدة معادية للمجتمع الدولي بأسره، وعندما اعتمدت القوة العسكرية الغاشمة وارتكاب الجرائم ضد الإنسانية وسيلة لتحقيق أهدافها. ما يلفت النظر في التحالف الإيراني السوري ممارسة النظامين لنفس نوع الدعاية النازية التي كانت ابتكارًا لوزير إعلام هتلر النازي جوبلز عندما رفع شعار :»أكذب ثم أكذب ثم أكذب حتى يصبح الكذب حقيقة». يبدو من الواضح أن القاسم المشترك الأكبر الذي يجمع النظامين إلى جانب العزلة الدولية التي يواجهانها هو عدم تعلمهما من دروس التاريخ والإعراض عن الاستفادة من تجارب الشعوب، والتي تعتبر ثورات الربيع العربي أحدثها، وأيضًا عدم تقدير تبعات ما يقومان به من ممارسات وأساليب عدائية للمجتمع الدولي، وعدم الاكتراث بما يمكن أن تكون عليه الردود المحتملة لهذا المجتمع الذي لم يعد يخفي استيائه من تلك التجاوزات بعد تصريحات العديد من قادة دول العالم التي تضررت كثيرًا من تلك الممارسات، وهي تصريحات لا تلغي أي خيار لوقف هذين النظامين عن تلك الممارسات غير المسؤولة.