مايزال التفاح قابعاً يستتر خلف أوراق التوت يواري إغواءه الآثم لآدم وأبنائه بارتكاب الخطايا .. الجاذبية ..الرغبة ..الخطيئة ...السقوط ...تلك هي أبعاده .. ولكن ما يشفع للتفاح بإلياذتنا اليوم ان له سقوطين ..لاثالث لهما.. إما سقوط ..للهاوية.. إما سقوط ..للقمة.. السقوط الأكبر آدم...الطيب الودود يأكل التفاحة برغم التحذيرات بعدم الاقتراب لماذا..؟....لأن حواء طلبت ذلك.. ويبدو أن حواء زمان لم يكن يرد لها طلب حتى لو كان الثمن هو السقوط من الجنة .. لكن آدم اليوم...الطيب الودود أيضا ...قد فقد الثقة بحوائه لمناقشة رأيها بتفاحة ثانية حتى لو كانت تحمل له تذكرة إياب معاكسة لأعلى القمة من الأرض إلى الجنة....!! لا تذهبوا بعيدا.. سنبقى في حديث التفاح.. السقوط ..للأعلى.. التفاحة تسقط من أعلى الشجرة يصرخ الجميع...سقطت التفاحة إلا واحدًا يتساءل....لماذا سقطت..؟ و يدَون اسمه بأحرف من ذهب يصرون أن التفاحة سقطت على رأسه فاستيقظت الفكرة ليس مهماً من حيث النتيجة فبسبب قانون الجاذبية... وانعدامها تشكل نظام السقوط للأعلى.. فصعدنا للقمر و تغير وجه العالم .. سقوط ...وتحالف الإغواء .. التفاحة الذهبية في الأسطورة اليونانية التي كتب عليها (للأجمل) والتي اختلفت عليها كل من هيرا ربة القوة , و أثينا ربة الحكمة, و فينوس ربة الحب .. وبعد اختلاف شديد بينهن للحصول على تلك التفاحة احتكمن إلى الشاب الوسيم « باريس «ابن حاكم طراوده على أن تهبه من تنال التفاحة سرها ولكن باريس يضحي بالحكمة و القوة..ويختار الحب ليشكل الجمال مع الحب من بعدها تسافراً عجيبا ليكون التفاح بإغوائه ثالثاً ..لهما واختتمت الحكاية بما يعرف بسقوط طروادة التي انتهت بكثير من الحروب وبتقسيم العالم بدءاً من أوروبا.. ومن جديد..انتصرت الغواية ...بشعارها "التفاحة" لتسجل سقوطاً من نوع آخر ...و ما زالت الحكاية مستمرة سقوط ..يثمر عن عبقرية.. و من غيرها التفاحة المقضومة التي تتصدر منتجات آبل لصاحبها (ستيف جوبز) هذا المبدع العبقري الذي هاجر والده السوري عبد الفتاح إلى بلاد الأمريكان وهو شاب فيقع بحب شابة امريكية فيكون قدر ستيف ان يكون ثمرة علاقتهما غير الشرعية لينتهي به الأمر وقد اعطاه والداه لأسرة امريكية لتتبناه و ترعاه.. وتقول سيرة حياة ستيف أنه رفض ان يجعل من قصته سبباً لانهزامه وقوقعته فحقق بعبقريته اكبر انجازات في برامج الحاسوب ومليارات لا تعد من الدولارات.. ولكنه رفض ان يقابل والده الحقيقي رغم طلب الأخير له اكثر من مرة حتى لفظ أنفاسه الأخيرة.. وما يهمنا من هذه التفاصيل أن ستيف عندما سُئل عن سر اختياره لشعار التفاحة الشهيرة قال إنها (رمز لتفاحة آدم ) !! و لكن لماذا لم يختر شعاراً آخر ..؟!! لقد واجه العالم بعبقريته وإنجازاته الا انه فشل في مواجهة نفسه بحقيقة إنه ابن علاقة محرمة ..فكان الهروب إلى التفاحة.. ليشكل معها سقوطاً ..ولكن سقوطاً..نحو الإنجاز ...نحو القمة .. اخيراً.. في حياة كل منا تفاحة مهما حاول ادعاء العكس تفاحة قد تشكل أو شكلت في حياته منعطفاً بارز التفاصيل منعطفاً شكّل له سقوطاً... نحو القمة أو ما يشبهها ....أو نحو....!!!؟؟ ختاما:- أرجو أن يكون قلم البتول قد اجتاز الصفحة .. بغير ان يؤذي الحشائش على هوامش... بساتين التفاح ...