الحوار في كل مكان يأتي ليُقرّب وجهات النظر ، ويخلق مساحات من التفاهم . هنا : الحوار يتحوّل إلى خوار ، ووجهة (النظر ) تُضيّع وجهتها ، وتُصاب ب (الحَوَل) المؤدلج ! (1) قبل سنوات ، كتبت التالي : أشهر تفاحتين في التاريخ ، هما : التفاحة الاولى التي أنزلتنا الى الارض .. وتفاحة نيوتن والتي عن طريقها اكتشفنا جاذبية الارض . لاحظ عزيزي القارئء بأن علاقتنا بالارض مرتبطة بمدى علاقتنا بالتفاح ! *** عن نيوتن ، والتفاح ، والجاذبية .. تخيّل ما الذي سيقوله الفيلسوف والشاعر والفقير والطالب الكسول: لو كان نيوتن جائعاً لأكلها ، ولم يفكر بأسباب سقوطها ! (فقير) كم تمنيت لو أن الشجرة هي التي سقطت عليه وذلك لكي نرتاح من تلك النظرية ! (طالب كسول) كل يوم ، في هذا العالم ، تسقط تفاحة من شجرة .. ولكن، ليس كل يوم يجلس تحت الشجرة رجل يشبه نيوتن ! (فيلسوف) لو كان نيوتن يجلس تحت الشجرة برفقة « تفاحة « مختلفة.. لعرف واكتشف « الجاذبية « الاجمل !( شاعر ) *** الفلاح : هو من عرف جاذبية الارض قبل أن يعرفها نيوتن بآلاف السنين ! المؤمن : هو من يكتشف أن جاذبية السماء أقوى من جاذبية الارض ! (2) بعد سنوات ، وتحديداً في العام الماضي عند وفاة ستيف جوبز أحد مؤسسي شركة ( أبل ) صاحبة المبتكرات الباهرة ، قرأت هذه العبارة التي لا أعرف صاحبها : أشهر ثلاث تفاحات في التاريخ : تفاحة آدم ، وتفاحة نيوتن ، وتفاحة جوبز . الآن ، يمكنني - سعودياً على الأقل - أن أغيّر العبارة ، لتصبح بهذا الشكل : أشهر أربع تفاحات في التاريخ : تفاحة آدم ، وتفاحة نيوتن ، وتفاحة جوبز ، وتفاحة العريفي ! (3) تفاحة العريفي كانت ستعبر لو قوبلت بحسن نيّة وحسن ظن ، ولكن هناك حرب ترصّد وبحث عن الأخطاء - بين التيارات المختلفة - مهما كانت صغيرة ، ويتم نفخها مثل بالون ملوّن ، وإطلاقها في سماء المدينة ليراها الكل . هناك سوء ظن مسبق متبادل بين الجميع ، ومن يشكو من الأسلحة القذرة يستخدمها في اليوم التالي! هناك ( صيد في الماء العكر ) .. لا ... هنا يأتون بالماء المعكر ، أو يعكرونه إذا توفر .. ثم يمارسون الصيد فيه ! هذا يأتي بسنارة طائفية / مذهبية ، والآخر يأتي بسنّارته المناطقية ، والثالث يأتي بسنارة لا تصطاد من أسماك الأخطاء إلا ما يشتهي التيار الذي ينتمي إليه . الجميع مشغول بالهامش ، وبحيرته الآسنة .. ويتركون المتن ، وبحر القضايا الكبرى . وينتهي الصيد إلى : تغريدة هنا .. وتفاحة هناك ! الأكيد أن السعوديين استخدموا التقنية التي وفرتها تفاحة ستيف جوبز لاشعال حرب تفاحة محمد العريفي بين أنصاره وخصومه .. و ( التفاحتان ) في السعودية بإمكانهما صنع أفضل ( رأس ) ... معسّل ! (4) ما أكثر التفاح في بلادي ، ولكنك لن تجد بينهن ما يشبه تفاحة نيوتن أو تفاحة ستيف جوبز .. في الغالب هن يشبهن : تفاحة الخطيئة الأولى ! [email protected]