فيما تغرق المياه الجوفية ومياه الصرف الصحي شوارع حي الأجاويد أحد أرقى أحياء محافظة جدة تنظيمًا وعمرانًا، تقاذفت شركة المياه الوطنية وأمانة المحافظة كرة المسؤولية، كل يرمي بها في ملعب الآخر، ففيما أكد المهندس عبدالله العساف مدير وحدة أعمال جدة بالشركة أنهم متواجدون في الحي منذ شهرين وينتظرون إعتماد المخططات والميزانيات من الامانة، دافع المهندس محمد قطان مدير العمليات بالأمانة عن موقف إدارته موضحا أن اللجنة التنفيذية التي شكلت بهذا الشأن أوكلت المهمة إلى الشركة والتي ينبغي عليها أن تطلب الاعتماد المالي من وزارة المالية وليس من الأمانة. «المدينة» قامت بجولة ميدانية في الحي ورصدت على الطبيعة طفح المياه الجوفيه والصرف الصحي في شوارعه الداخلية، رغم كل المحاولات التي بذلها السكان وشكاويهم المتوالية للامانة وشركة المياه الوطنية - حسب إفادتهم - مما حدا بهم إلى القيام باجتهادات شخصية بدفن البحيرات الناتجة عن هذه المياه، ولكنها ما تلبث أن تعود مرة أخرى وهو ما يكلفهم أموالًا فوق طاقتهم دون أن تنتهي المشكلة. بين الأمانة والشركة علي ابو راس أحد سكان الحي قال: تعبنا من الركض خلف الامانة وتقديم الشكاوي بين فينة وأخرى، فالأمانة تؤكد أن هذه المشكلة ليست مسؤوليتهم، وأنها تحت مظلة شركة المياه الوطنية، والتي ترددنا عليها أكثر من مرة وبعد جهد جهيد وعدنا مدير مكتب رئيسها الذي وصلنا اليه بصعوبة بالغة، بحل هذا الموضوع ولكن لم نر شيئا بشكل جدي سوى صهاريج تأتي مرة كل صباح لشفط المياه من الحفر التي أقمناها نحن باموالنا لتتجمع فيها المياه، بدلا من تدفقها داخل الحي. تكدس النفايات بدوره قال حسن الغامدي: نحن في معاناة مستمرة ونخشى من آثار هذه البحيرات على صحتنا، كما اننا قمنا بمحاولات عديدة لايقاف تدفق هذه المياه خوفا على انفسنا واطفالنا. وأضاف: أمانة محافظة جدة ألقت بالمسؤولية على عاتق شركة المياه الوطنية، فيما نحن نعاني من هذه البحيرات وكذلك من سوء خدمات النظافة بل انعدامها حيث تتكدس اكوام النفايات والمخلفات في كل زاوية بالحي. ومضى قائلا: نحن نستنشق هذه الروائح الكريهة صباح مساء ولا ندري ماذا نفعل والى متى يظل الحال كذلك. الحشرات تلاحقنا أما سعيد ابو راس فيقول: هذا الحال مضى عليه أكثر من عام ولم تقم الشركة الوطنية بسحب هذه المياه الا مرة واحدة من بعض الحفر التي أقامها السكان بل في موقع أو موقعين فقط. وزاد: الطيور التي لا تشاهد الا في المحيطات تواجدت هنا والحشرات الضارة تلاحقنا في منازلنا ومساجدنا، وما تحمله من امراض واضرار لا يخفى على أحد، وسبق أن قام موظفو حمى الضنك بدراسة وتحليل عينات في الحي وأثبتوا وجود المرض، ولكن ماذا ينتظرون بعد أن عرفوا الحقيقة؟ وتساءل: أليس من حقنا أن نستقر في منازلنا بشكل صحي وأن نستنشق هواء نقيا وننعم بحياة خالية من أي منغصات؟ لقد دفعنا الاف الريالات لدفن هذه البؤر الا أنها تظل محاولات لا تؤدي إلى حل جذري حيث إن المياه تعود للتدفق بين ارجاء الحي طولا وعرضا، ما نتمناه من «المدينة» إيصال صوتنا إلى المسؤولين لانهاء هذا الوضع بشكل عاجل. العساف: ننتظر اعتماد المخططات والميزانيات المهندس عبدالله العساف مدير وحدة أعمال جدة بشركة المياه الوطنية قال: نحن عاملون هناك ومتواجدون منذ شهرين وننتظر اعتماد المخططات والميزانيات من أمانة جدة. وأضاف: نقوم حاليًا بشفط هذه المياه بالصهاريج كحل مؤقت وخدمة منا للمواطنين ريثما نتسلم الاعتماد المالي من الامانة، ومن ثم يتم حل المشكلة نهائيا. قطان: اللجنة التنفيذية أوكلت المهمة للشركة ومن جانبه قال المهندس محمد قطان مدير العمليات بالأمانة ل «المدينة» إن اللجنة التنفيذية التي شكلت بهذا الشأن أوكلت المهمة لشركة المياه الوطنية وهي الآن تحت مسؤوليتها. وردًا على ما ذكرته الشركة على لسان المهندس عبدالله العساف بأنها لم تتسلم الاعتماد المالي من الامانة حتى الآن، أجاب: «عليها أن تطلب الاعتماد المالي من وزارة المالية وليس منا، فهي من تدفع لهم وليس نحن».