حي الأجاويد من أرقى أحياء جدة تطورًا وعمرانًا إلا أن المياه الجوفية وطفوحات الصرف الصحي تلوث أجواءه وتعكر صفو حياة سكانه وتؤثر حتى على أساسات بنيانه. وكانت «المدينة» قد نشرت تقريرًا عن معاناة السكان في هذا الحي بتاريخ 17/11/14232 ه، ويومها نفت أمانة محافظة جدة أي علاقة لها بالمشكلتين، ملقية بالمسؤولية على شركة المياه الوطنية، والتي أفادت بدورها في تصريح لرئيس وحدة أعمال جدة المهندس عبدالله العساف بأنها تنتظر الاعتماد المالي ومخططات الأحياء المتضررة من الأمانة، ورد مسؤول من الأمانة في حينه بقوله: «لسنا وزارة مالية لتنتظروا منا الاعتماد المالي». وفي هذا الصدد شدد العساف على ما سبق أن ذكره في تصاريح سابقة مؤكدًا: «نحن بانتظار الاعتماد المالي والمخططات ليس لحي الأجاويد فقط بل ل 18 حيًا في جدة وبميزانية قدرها 100 مليون ريال، والحل الجذري سيكون قريبا إن شاء الله». ورصدت «المدينة» تواجدًا مكثفًا لشركة المياه الوطنية في الحي حيث تقوم الصهاريج التابعة لها بشفط هذه المياه بانتظار الاعتماد المالي من وزارة المالية. وأكدت الشركة مجددا على لسان احمد العبيدي الموظف المسؤول عن حي الأجاويد والمكلف من الشركة بالاهتمام والمتابعة لهذا الحي، أن المدة الزمنية التي استلمت الشركة المسؤولية وبدأت مهامها في الحي قصيرة جدا ولا تتجاوز الشهرين، بينما شكاوى المواطنين مستمرة منذ أكثر من عام، وفي تلك الفترة كانت المسؤولية على الأمانة وهي التي يجب أن يوجه السؤال إليها عن أي قصور خلال تلك الفترة. وأكد أن مطالب المواطنين مشروعة ونحن بدورنا وبرغم قصر المدة نبذل جهودنا ليلا ونهارا من أجل القضاء عل هذه المياه الملوثة والمسببة للأمراض. الحفر أوجدتها الشركة وردًا على حديث المواطنين ل «المدينة» بأنهم قاموا باجتهادات فردية تمثلت في إقامة حفر لتجميع المياه المتدفقة، نفى أن يكونوا هم من قاموا بذلك، مشيرا إلى أنهم أقاموا حفرة واحده فقط والبقية حفرتها شركة المياه الوطنية. مشروع للحل النهائي سألناه: وهل هذا حل جيد؟، فأجاب: لا شك أنه حل مؤقت ونحن ننتظر صدور ميزانية العام الجديد لكي نقوم بمشروع ينهي تدفق هذه المياه للأبد ويقضي على المشكلة برمتها نهائيا. اسألوا الأمانة سألناه ثانية: أنتم تنتظرون ميزانية العام الجديد، فأين الميزانية السابقة؟، فأجاب: نعم ننتظر ميزانية العام الجديد، أما الميزانية السابقة والتي رصدت لهذا المشروع فاسألوا الأمانة عنها. وأضاف: المواطنون ساهموا في تفاقم المشكلة بعدم شفط خزانات الصرف الصحي وترك مياهها الملوثة تطفح في شوارع الحي. نحتاج الدعم والوقت وأردف: نحن نقوم بدورنا على أكمل وجه، بل نقوم أحيانًا ومن باب الحرص على تقديم خدمة أفضل للمواطنين بشفط خزانات الصرف الصحي الخاصة بهم من منطلق إنساني ومساعدة لهم، نحن نعمل بصدق وما نحتاجه الدعم المنتظر والوقت، وبالطبع ندرك حجم المعاناة التي يتعرض لها المواطنون، فالمباني كلفتهم ملايين الريالات، وهذه المياه الملوثة تضر بالصحة والبناء والحالة النفسية والوضع البيئي معا، لذلك نعمل على مدار الأسبوع باستثناء يوم الجمعة من أجل مواجهة تداعيات المشكلة ريثما يتوفر الدعم ونتمكن من حلها جذريا. الحلول المؤقتة لا تجدي وفي تلك الأثناء حضر المواطن فهد كامل من سكان الحي مؤكدا أن خزانات الصرف الصحي لا تطفح، وأن الشركة قامت بجهد مشكور ولكن لم تنتهِ المشكلة، فالمطلوب الحل الجذري وليست حلول مؤقتة. تأثير واضح على أساسات المباني رافق «المدينة» في جولتها بحي الأجاويد ممثل شركة المياه الوطنية المهندس احمد الصياد ممثل الشركة المتعاقدة مع شركة المياه الوطنية لهذا المشروع والذي أكد أنه كان قبل شهر من الآن يشفط حوالي 10 صهاريج يوميا، أما الآن فمرة واحدة فقط في اليوم تكفي. وبحكم كونه مهندسًا إنشائيًا سألته «المدينة» عن مدى تأثير هذه المياه على البنية التحتية للمباني فأكد أنها تؤثر بصورة واضحة، خاصة إذا لم يستخدم في البناء الاسمنت المقاوم للأملاح، وحدد المدة الزمنية للتأثير بثلاث إلى أربع سنوات، إضافة إلى المضار الأخرى على البيئة والتلوث وإزعاج السكان. وعن المدة الزمنية المقررة لعملهم مع شركة المياه الوطنية، بين أنها مقدرة بثلاثة شهور قابلة للتجديد في حال الاحتياج، مضيفا لم يبقَ من هذه المدة سوى أيام معدودة، ولكن حسب الاتفاق فنحن متواجدون حتى القضاء عليها من خلال خطة الشركة في هذا الشأن.