يشكو سكان مخطط الحرمين من ما وصفوه ب «تجاهل» الأمانة لمعاناتهم المستمرة منذ أربع سنوات بسبب المياه الجوفية ومياه الصرف الصحي وانتشار الحفر والشوارع غير المسفلتة. وقالوا انهم يئسوا من تجاوب أمانة جدة مع مطالبهم رغم أنها ترفع شعار (جدة أمانة فلنؤدي الأمانة)، لافتين إلى أنهم خاطبوها عدة مرات، ولكن دون جدوى، وأن شكواهم ظلت حبيسة الأدراج لعدة شهور قبل تحويلها أخيرا إلى شركة المياه الوطنية والنتيجة لاشيء تغير. وأضافوا: «إذا كانت مياه الصرف الصحي مسؤولية الشركة الوطنية، فهل سفلتة الشوارع وردم الحفر مسؤولية الشركة أيضا ؟ كما أن الشركة هي الأخرى لم تقم بأي خطوات عملية لإنهاء معاناتنا مع مياه الصرف الصحي التي هي من صميم عملها». مخطط حديث واقترح الأهالي من باب التندر تحويل حيهم إلى مخطط سياحي لتميزه بوجود بحيرة من مستنقعات مائية تنتشر فيها فطريات ملونة وتوجد بها طيور ذات أرجل طويلة لا ترى عادة إلا في البحار والأنهار والبحيرات الطبيعية، ولكنها الان في مخطط الحرمين والسبب هو إهمال الجهات المعنية وعدم تعاملها مع الواقع كما ينبغي - على حد قولهم -. وكانت «المدينة» قد تناولت هذا الموضوع قبل عام أويزيد، وجاء الرد حينها سريعا والتجاوب مختلفا من قبل الامانة، ولكن على طريقتهم الخاصة حيث قاموا وبشكل فوري بتطبيق غرامات سريعة على أصحاب المنازل الذين طفحت بياراتهم بسبب هذه المياه لتزداد معاناتهم وأوجاعهم. وعند زيارتنا للحي سألنا عن المواطن الذي كان قد رافقنا في جولة العام الماضي وفوجئنا بأنه على سرير المرض حيث نصحه الاطباء بعدم الخروج من المنزل الا لضرورة ملحة وبينوا له أن سبب مرضه هو تلوث الجو في الحي نتيجة تدفق مياه الصرف الصحي في شوارعه والتي تجذب الحشرات الناقلة للامراض. وأفاد مواطنون تحدثوا ل «المدينة» بأن عددا من سكان الحي غادروا الحياة بعد إصابتهم بحمى الضنك خلال هذا العام، فيما تكتفي أمانة جدة برش المنازل بالمبيدات الحشرية، ولكن بعد فوات الأوان. 6 أشهر لتحويل شكوى وليد بغدادي تحدث ل «المدينة» عن المعاناة الطويلة لسكان الحي مشيرا إلى أنهم تقدموا بشكوى لامانة جدة مطلع هذا العام، «وبعد أكثر من 6 أشهر من المراجعات تم تحويلها نهاية الشهر المنصرم من مكتب الأمين الى شركة المياه الوطنية، وانتهت القضية هناك دون ان نرى أي عمل على الارض، اما الحفر واهمال السفلتة فلم يتغير هو الاخر». وتساءل «الى متى سيستمر الحال على ماهو عليه ؟». وزاد: نحن فقدنا الامل في أن تحرك الأمانة ساكنا، وأملنا بالله ثم بامارة منطقة مكةالمكرمة ومحافظة جدة ووزارة الشؤون البلدية والقروية لإنهاء هذا الوضع السيء وثقتنا بهم بلاحدود. كيف يسكن الناس هنا ؟ أما سليمان شرف والذي قدم لتوه للسكن في مخطط الحرمين هاربا من الحي الذي يسكنه بسبب سوء خدماته، حيث أعجب بقيمة الايجار هاتفيا ولكن بعد وصوله تغيّر الوضع، وهو يقول: «كيف يسكن الناس بين هذه الروائح الكريهة والحفر والمياه الملوثة، صدقني لن أسكن هنا ولو بالمجان، فالخدمات التي نجدها في الحي الذي أسكنه وكنت أنوي الرحيل عنه أفضل بكثير، وهو يعتبر حيّا محترمًا مقارنة بما أراه هنا». “الوطنية” تنتظر الاعتماد المالي .. و“الأمانة”: لسنا وزارة مالية «المدينة» طرحت القضية على المهندس عبدالله العساف مدير وحدة شركة المياه الوطنية الذي نفى وجود مياه صرف صحي في المخطط، مبينا أنها مياه جوفية فقط، وقال : إن الشركة قامت ولا تزال تقوم بشفط هذه المياه ب (الوايتات) لتخفيف الاضرار عن المواطنين وذلك كإجراء مؤقت، حيث أن الشركة بانتظار الانتهاء من دراسة مخطط الحرمين ومخطط الاجواد ومن ثم الاعتماد المالي لها مع العلم بأننا لم نتسلم مهامنا الا من شهر واحد فقط. ومن جانبه قال المهندس محمد قطان مدير العمليات بامانة جدة ل «المدينة»: اللجنة التنفيذية التي شكلت بهذا الشأن أوكلت المهمة لشركة المياه الوطنية وهي الان تحت مسؤوليتها». وردا على ما ذكره العساف عن أن الشركة تنتظر الاعتماد المالي من أمانة جدة، أجاب: عليها أن تطلب الاعتماد المالي من وزارة المالية وليس منا ، فهي من تدفع لهم وليس نحن.