إن احتفال بلادنا وأبنائها بذكرى اليوم الوطني يعني في المقام الأول تذكّر ما بذله مؤسس هذه البلاد الملك عبدالعزيز -رحمه الله- ومن معه من فرسان هذا الوطن من أجل توحيد الأرض والقلوب معًا. إن هذا يحمّلنا رسالة بالغة ألأهمية، ألا وهي: أن نحافظ على هذه الوحدة، وأن نصونها؛ لأن ثمارها اليانعة هي ما ننعم به -بحمد الله- من أمن وارف، ونماء مزدهر، وحاضر مشرق، ومستقبل واعد بالخير -بإذن الله-. إن حب الوطن ليس نشيدًا نتغنّى به، أو حديثًا نردده، بل إن الحب الحقيقي هو أن نترجمه عطاءً لهذا الوطن الغالي، وإسهامًا في نماء صحاريه، وحفاظًا على أمنه، وتمسكًا بوحدته، والحفاظ على عقيدته النقية التي قام عليها. إننا -ولله الحمد- كما قال خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود في جلسة مجلس الوزراء وهو -حفظه الله- يستعيد الذكرى ال(81) لوحدة الوطن: (إننا نعيش في ظل وحدة وطنية أصبحت -ولله الحمد- أنموذجًا فريدًا فيما تتسم به من تقدير ولُحمة بين قادة هذه البلاد وشعبها الوفي). إن هذا الأنموذج الفريد لوحدتنا يستوجب منّا أولاً شكر الله على أن وحّد أرضنا بعد شتات، وقلوبنا بعد تنافر، ومناطقنا بعد افتراق. وثانيها أن نحمل عبق الوفاء لمن وحّد هذه الكيان، ومَن معه من الرجال، وقمة الوفاء هي أن نصون وحدة هذا الوطن، وأمانه، ونماءه. وثالثها أن نسخّر كل جهودنا وقدراتنا من أجل تنميته المستدامة؛ ليبقى للأجيال القادمة وطنًا شامخًا آمنًَا كما استلمناه ممّن سبقونا. إن الملك عبدالعزيز -رحمه الله- عندما انتهى من توحيد بلادنا، التفت إلى جوانب تنميتها حسب إمكانات البلاد في ذلك الوقت، ثم جاء أبناؤه من بعده ليكملوا المسيرة فانتشر التعليم، وبُنيت المستشفيات، وامتدت الطرق، وقامت الجامعات. «الإنسان المواطن» يبقى هو مرتكز التنمية، ووطننا يستحق أن نقدم أرواحنا من أجله، فإذا ما أردنا أن يستمر على طريق النماء، فلنجعل أيدينا بأيدي قادتنا.