الشعرة أسفل ذقنه، كانت شعرة خشنة تقلق راحته وتعانده بوخزاتها. تجاهلها في البداية، وأهمل عبثها؛ علَّها تتخلى عن طيشها وشيطنتها دون جدوى. حاول كثيرًا أن ينتزعها بأظافره أو بملقط شعر فلم يفلح. استعان بزوجته فلم تنجح المساعدات الخارجية. ذات محاولة نجح وحده وبجهد شخصي خالص من انتزاع الشعرة من جذورها، ورفع ملقط الشعر أمام عينيه إلى أعلى متباهيًا بالنصر، متشفيًا بالشعرة، معلنًا فوزه بالضربة القاضية. فجأة، سقطت الشعرة من ملقط الشعر، ووقعت في عينه اليسرى. صرخ ألمًا، وفرك عينه بشدة، وغسل عينه بالماء، دون أن تستسلم، أو ترفع الراية البيضاء، وتحصنت في زاوية مؤلمة، ولم يستطع إخراجها إلا طبيب العيون الذي أكد حدوث تلوث يستدعي أخذ العلاج بانتظام لمدة أسبوع، وقد يستدعي الأمر تدخلًا جراحيًا. حيلة سأله المحقق: أنت متهم بالقتل. أجاب المتهم: أنا بريء يا سيدي، حتى أني لا أكاد أعرفه. المحقق: ولكن، رآك بعض الشهود تطعن القتيل بسكين كبيرة. أجاب المتهم: كاذبون يا سيدي، أنا لم أطعنه بسكين. المحقق: بم طعنته إذن؟ أجاب المتهم وقد شعر أنه تورط ووقع في الفخ: نعم ضربته، ولكن بعصى غليظة. وفي هذه اللحظة، دخل موظف، وسلَّم المحقق تقرير الطبيب الشرعي، فقرأ المحقق: تبيَّن أن القتيل قد تعرض للضرب بأداة خشبية غليظة على رأسه؛ مما سبب له نزيفًا شديدًا أدى إلى وفاته، ولا يوجد على الجثة أي آثار أخرى! على حقيقتهم كنت انتظر وجبتي المفضلة في مطعم معروف للكُرش والكوارع. فجأة دخل مديري العام، فداريت نفسي. جلس في زاوية بعيدة، فغيَّرتُ مكاني بحيث أراه ولا يراني. عندما جاءت وجبته انقض على الكُرش والكوارع بشراهة، وأخذ يأكل بأسنانه ويديه كأن بينه وبينها ثأرًا مبيتًا، وعداوة قديمة، كان يأكل بشكل منفِّر، بل ومقرف. لم أستطع أن أصدق أن هذا الشخص هو نفسه ذاك الشخص الذي يتظاهر بالإتيكيت والنعومة والتعالي والبذخ والبذلة الفاخرة وربطة العنق الثمينة!! تمثيل وجوه الموظفين بشوشة على غير العادة، ومعاملات المراجعين تُنجز بسرعة دون أي تأخير، والمكاتب نظيفة، أجهزة التكييف تعمل لأول مرة، جميع الموظفين على مكاتبهم. استغرب المراجعون هذه المعاملة التي لم يتعودوا عليها. ظنَّ بعضهم أنه أخطأ العنوان، وبعد استرقاق السمع لهمسات الموظفين، تبيَّن للمراجعين أن الوزير قادم بين لحظة وأخرى!! كيد الرجال استجاب أخيرًا لرجاء زوجته وتوسلاتها لزيارة أمها، وحدَّد الساعة السابعة موعدًا للانطلاق. وعلى حين غفلة من زوجته، اتصل سرًا بأخته وأخبرها أنه ينتظر زيارتها في الساعة السادسة والنصف، وأكدَّ عليها ألا تتأخر مهما كانت الظروف والأسباب!! * كاتب من الأردن