استضاف نادي جازان الأدبي قبل يومين البروفسور الفرنسي ميشيل توشرير مدير المركز الثقافي الفرنسي للآثار والعلوم الاجتماعية بصنعاء في محاضرة تناولت “المخلاف السليماني – منطقة جازان في القرن الثاني عشر الهجري من خلال كتاب خلاصة العسجد في حوادث دولة الشريف محمد بن أحمد لعبدالرحمن بن حسن البهكلي” حيث أشار إلى أن تحقيقه لهذا الكتاب تم إبان تحضيره لدرجة الدكتوراه عندما توجه إلى المكتبة الوطنية بباريس ليجد مخطوطًا “خلاصة العسجد” كما وجد نسخة أخرى بصنعاء بالمكتبة الغربية بالجامع الكبير وقام بتحقيق المخطوط وترجمته للغة الفرنسية وعلم بوجود نسخة ثالثة في جازان لدى محمد عقيلي ولم يتحصل عليها ،مشيرًا إلى أنه تأخر في نشر التحقيق باللغة العربية لضعف مستوى اللغة العربية لديه وخاصة الاستشهادات الشعرية والتي تعادل ثلث الكتاب. وقد استنبط المحاضر أن توسع وانتشار العلم في المخلاف يدل على وجود بيوت علماء توارث العلم أب عن جد منها البهاكلة وبيت النمازي والحوازمة والنعمى وال النعمان وبيوت أخرى، وتدل على وجود هوية خاصة لدى أهالي المخلاف السليماني تكونت تدريجيًّا عبر العصور، ومما ساعد هذا التكوين وقوع المخلاف السليماني على أطراف اليمن والحجاز من الجهة الأخرى، فنتج عن ذلك أن أهالي المنطقة يتمتعون باستقلال ذاتي دون أن تكون لهم وحدة سياسية. متطرقًا كذلك إلى الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية لدى أهالي المخلاف السليماني، والصراعات التي نشأت في المنطقة. المحاضرة شهدت العديد من المداخلات ابتدرها الدكتور إسماعيل بن محمد البشري عضو مجلس الشورى أشار فيها إلى أن المنطقة تتوفر فيها مخطوطات لا تتوفر في المناطق الأخرى، داعيًا جامعة جازان لفتح قسم للتاريخ أو تبني مشروع استراتيجي بإنشاء مركز للدراسات التاريخية المتخصصة أو بدراسات منطقة الجنوب أو منطقة جازان ويسمح من خلاله بدراسات عليا وكراسي بحث، فيما وجّه الدكتور هاني المهنا الدعوة للجامعة نفسها لإقامة منتدى سنوي لتاريخ المخلاف السليماني. وفي مداخلته أشار عمر طاهر زيلع عضو مجلس إدارة النادي إلى أن الكتاب هو كتابة تاريخ وليس تاريخًا لأنه اهتم بالأحداث لا الأوضاع، مطالبًا بلقاء سنوي عن تاريخ المنطقة.