عرفته انساناً نبيلاً ووفياً وكريماً، وتلك ليست كل صفاته ولكنها بعض صفاته. عرفته انساناً نبيلاً في تعامله وفي تصرفاته، لا يترك مناسبة الا وتجده المبادر ولا يتأخر عن موقف الا وتجده المتقدم، ففي الفرح تجده يقبل هاشاً باشاً، ويشاطر وكأن الفرح فرحه والمناسبة مناسبته، وحتى في مواقف الحزن تجده هناك يتقدم الصفوف مواسياً ومتضامناً. عرفته وفياً يحرص كل الحرص على الوفاء وكأنها خصلة متاصلة فيه وهي كذلك. يقف بجوار من يعرف ولا يتردد في ان يقف بجوار من لا يعرف لو دعته الظروف. وعرفته كريماً يواسي ويعين ويساعد ان لم يكن بالمال وذاك كثيراً ما يفعل، فبالكلمة الطيبة وبالموقف النبيل. غازي –هكذا اناديك بلا القاب- وانت الان في دار الحق لا تسمع النداء فتجيب ولم تكن تهتم بالالقاب وانت حي ولا اخالك تهتم بها وانت بين يدي رؤوف رحيم. اذكرك بخير وامتنان واقراراً بالفضل واعترافاً بالجميل يوم كنت لي معيناً بعد الله فوقفت بجواري تعينني وتوجهني طوال فترة عملي في البحرين رئيساً لجامعة الخليج، وانا القادم اليها دون سابق معرفة بها وباهلها الاكرمين، وانت اكثر الناس معرفة بهم بحكم صلاتك بهم وعيشك بينهم لفترات من عمرك، فوقفت بجانبي تقدمني الى علية القوم من البحرينيين الافاضل، وتعرفهم بي بعبارات كريمة ونبيلة ووفية منك تجاهي وكنت اخجل من عباراتك واحاول ان اثنيك عنها، ولكنك كنت تصر على عباراتك وتقول لي: يا محمود انا لا اقول الا كلمات الحق فيك بمعرفتي بك ولا ابالغ، وما اقوله للقوم عنك هو ما عرفته عنك وما لمسته فيك.. وتعجز كلماتي في رثائك فجزاك الله خير الجزاء يا ابا يارا. غازي –ايها الاخ النبيل والصديق الكريم والصاحب الوفي- عشت حياتك ملء السمع والبصر وملأت دنياك باقوالك الحكيمة واشعارك الجميلة، واحطت من حولك ببهجتك وابتسامتك وتعليقاتك ونكاتك و"قفشاتك" التي لا تنسى. لقد رزقك الله اثناء حياتك، بحس مرهف وبيان ساحر وقدرة على قول الشعر بعاطفة جياشة، وحماس عجيب، فتسحر من حولك بحسك وبيانك وشعرك، ونسأله أن يرحمك بعد مماتك. رحمك الله يا ابا يارا، لقاء كل ما قدمت لوطنك وامتك من عطاء خير ومواقف نبيلة.