قضى 39 شخصا على الاقل في تفجيرين انتحاريين وقعا أمس في مدينة لاهور بباكستان واستهدفا سيارات عسكرية، فيما أصيب قرابة مئة شخص، وفقا لما ذكره مسؤولون باكستانيون. وقال طارق سليم دوجار رئيس الشرطة الاقليمية لصحفيين "وقع انفجاران انتحاريان في غضون ما بين 15 و20 ثانية وكان الانتحاريان راجلين". وصرح مسؤولون عسكريون بأن هناك خمسة جنود بين قتلى الهجوم الذي وقع في حي عسكري بلاهور القريبة من الحدود مع الهند. ويضغط المتشددون من جديد على حكومة الرئيس الباكستاني آصف زرداري. وقال شهود عيان إن الجنود أغلقوا مكان الانفجارين ومنعوا أي شخص من الاقتراب. وانتشرت قوات على أسطح منازل. وحلقت فوق المنطقة طائرة هليكوبتر تابعة للجيش. وصرح محمد شفيق وهو مسؤول في الشرطة لصحفيين بالعثور على رأسي الانتحاريين. وأدان وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي الانفجارين في بيان متعهدا "بالحيلولة دون نجاح المخططات الشنيعة للارهاب." إلى ذلك، قال الخبير في شؤون الجماعات المسلحة حسن خان ل "المدينة"، أن الوضع الذي تعيشه حكومة الرئيس الأفغاني حامد كرزاي وفشل القوات الدولية والأمريكية في وقف تنامي نفوذ طالبان المتسارع، دفع الحكومة الأفغانية لتوجيه نداء إلى باكستان لممارسة دور فاعل في عملية السلام والمصالحة مع مسلحي طالبان. وكان كرزاي طلب من المسؤولين الباكستانيين خلال زيارته التي استمرت يومين لإسلام أباد ممارسة دور فاعل في عملية السلام والمصالحة مع مسلحي طالبان. واعترف كرزاي بنفوذ طالبان رغم ما تقوم به القوات الدولية والأفغانية من عمليات واسعة وشاملة ضد المسلحين في ولاية هلمند الأفغانية. وسعى كرزاي في زيارته إلى التقليل من قلق باكستان إزاء تنامي النفوذ الهندي، مؤكدا بأن بلاده لن تسمح لأي دولة أو جهة باستخدام أراضيه للانطلاق وتنفيذ اعتداءات على دول الجوار، وقال بأن الهند دولة صديقة لكابل لكن باكستان دولة شقيقة وهذه علاقة لا يمكن أن تزول، واستقرار باكستان مرتبط باستقرار أفغانستان. وهي محاولة وصفها حسن خان باستمالة الدعم الباكستاني واستخلاص أكبر قدر منه. وأقرت باكستان باستلامها طلبا من أفغانستان بتسليم الرجل الثاني في طالبان الملا برادار، لكن رئيس الوزراء يوسف جيلاني قال بأن هذا الأمر قيد الدراسة القانونية، وزاد من ثبات الموقف الباكستاني قرار المحكمة العليا في إقليم البنجاب بمنع تسليم أي من قيادات طالبان الأفغان لبلادهم رغم ما أكده العضو البارز في مجلس الشيوخ الباكستاني طلحة محمود ل "المدينة" بوجود اتفاقية وقعت بين البلدين تقضي بتبادل السجناء، لكن موقف الحكومة الأفغانية قبل عامين بتسليمها دكتورة الأعصاب الباكستانية عافية صديقي لأمريكا بالإضافة إلى تلكؤ كابل بتسليم العديد من السجناء الباكستانيين الذين اعتقلوا بعد انهيار نظام حركة طالبان في أفغانستان عام 2001 يدفع باكستان للماطلة في تسليم الملا برادار.