شهد مهرجان العسل الدولي الثالث عشر بالباحة تراجعًا ملحوظًا في المبيعات مقارنة بالأعوام الماضية وضعفًا كبيرًا في الإقبال بسبب ما شهده المهرجان من تباين وخلافات في وجهات النظر بين عدة جهات عصفت بالمهرجان من الدولية إلى المحلية إذ لم يشارك أي نحال من خارج المملكة بالرغم من موافقة 3 منهم على المشاركة إضافة إلى انسحاب المنظم الأول للمهرجان في نسخته الحالية، كما ألغي عدد من الفعاليات المصاحبة للمهرجان من ندوات علمية ومحاضرات وورش عمل يقدمها مختصون دوليون من خارج المملكة ومن جامعة الملك سعود ومن وزارة البيئة والمياه والزراعة ومن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو). واقتصر حجم المبيعات خلال الخمسة عشرة يوم الأولى على ما قيمته مليون ريال تقريبا مقابل مبيعات بخمسة ملايين ريال في الأسبوعين الأولين لمهرجان للعام قبل الماضي كما حجبت هذا العام جوائز الشيخ علي المجدوعي لدعم صناعة العسل لأفضل عرض عسل سائل وشمع وأفضل جناح مشارك في المعرض لقلة النحالين المشاركين في المهرجان الحالي والذين لا يتجاوزون 11 مشاركًا وعارضًا. ويرى مختصون أن المهرجان يجبب أن يكون مستقلاً عن أي مهرجان آخر وأن تقرر الجهة المنطمة موقعه وتحدد آليات وضوابط المشاركة. إضافة إلى تجاوز ما حدث هذا العام من تراجع ملحوظ في مستوى جودة التنظيم والمبيعات إلى ماكانت عليه المهرجانات في الأعوام الماضية. وعلمت المدينة أن تأخر اتخاذ قرار موقع المهرجان أدى إلى إلغاء المؤتمر العلمي بالرغم من وصول بعض الخبراء الدوليين الذين تمت دعوتهم إلا أنه لم يستفد من خبراته في موقع المهرجان وفضلت الجمعية الاستفادة من خبراته في أنشطة وبرامج الجمعية. بداية القصة وقعت جمعية النحالين التعاونية بالباحة عقدًا في أواخر شهر رمضان الماضي مع إحدى المؤسسات الوطنية لتنفيذ المهرجان على أن ينطلق مهرجان العسل الدولي الثالث عشر في منتصف شهر ذي الحجة الماضي في مقر الجمعية بمحافظة بلجرشي بهدف افتتاح مباني ومشروعات جمعية النحّالين التعاونية بالباحة ورغبة من الجمعية في أن يطلع الأهالي والزوار على مشاريع الجمعية التي تضم مولاً تجاريًا وسكنيًا ومنجرة لإنتاج أدوات النحل والخلايا ومصنعًا لإنتاج عسل الباحة وثلاجة مركزية ومتحفًا ومعهدًا النحالين. تغيير الموقع يقول عبدالله الزهراني المنظم السابق للمهرجان ان مؤسسته وقعت عقدًا مع جمعية النحالين في شهر رمضان الماضي لتنظيم مهرجان العسل الدولي 13 في محافظة بلجرشي وقد تم التنسيق مع 33 نحالاً منهم 3 نحالين من خارج المملكة ومن الباحة 22 والبقية من مناطق المملكة المختلفة بمقر جمعية النحالين على أن ينطلق في 15 / 12 / 1442 ه إلا أنه تأخر عن موعده المقرر بسبب نقل المهرجان إلى مدينة الباحة :»ولا أعلم عن أسباب الانتقال إذ تم إبلاغي هاتفيًا بأن المهرجان تم نقله إلى مدينة الباحة ونحتاج لتصور عن الموقع الجديد وبدأنا نبحث عن مواقع مناسبة في مدينة الباحة أعطونا عدة مواقع لتنفيذ المهرجان ولكن كانت إما محجوزة لهيئة الترفيه والبعض الآخر كانت فيها مواقف بإحدى الحدائق وهذا ممنوع نظامًا وموقع آخر خصص لفحص كورونا وتعذر نقل مركز الفحص»مضيفًا بأن الموقع السابق في بلجرشي الذي تم العقد عليه كان كبيرًا ومناسبًا ومجاني مع إمكانية استغلال المبنى المجاور بسكن للعارضين والمنظمين والعمالة الفنية. الزهراني: قدمت اعتذارًا لتأخر إقامة المهرجانوتابع الزهراني وقفنا على موقع المهرجان الحالي بدوار الشفا وكان من ضمن المواقع المقترحة كانوا يرغبون أن يكون مهرجان العسل ضمن مهرجان خيرات الباحة ورفضت ذلك بحكم الخبرة والقناعة :»لا أرى جدوى من إقامة مهرجانين في موقع واحد، وطلبت أن يكون مهرجان العسل مستقلاً تمامًا عن خيرات الباحة ومهرجان العسل لايمكن أن يكون ملحقًا بمهرجان آخر كونه مهرجانًا دوليًا وأصبح هوية للمنطقة ويصاحبه ندوات ومحاضرات علمية وورش عمل يقدمها مختصون وخبراء من دول العالم ويحضرها مسؤولين من داخل وخارج المنطقة. انسحاب المنظم وقال الزهراني: «قدمت اعتذارًا بعد أن تأخر إقامة المهرجان عن الوقت المحدد لارتباطي بمهرجان في موقع آخر في حفر الباطن: «كان مفروض أنفذ المهرجان في 15 / 12 إلا قبل المهرجان بأسبوع أوقفت كل شيء أنا وضعت كل الإمكانيات على أساس التنفيذ في بلجرشي وحين طلب مني النقل وافقت على الموقع الجديد بشروط ولكن لم تنفذ، الحمد لله أنا سخرت كل إمكانياتي وسيارتي وصلت للموقع الجديد وانتظرت أسبوعًا لم استلم الموقع وأسباب كثيرة أخرى جعلتني اعتذر. موقف جمعية النحالين من الانسحاب وأوضح الزهراني أن جمعية النحالين ابدت انزعاجاً من انسحابي عن التنظيم:» وحاولوا اقناعي بالتراجع وأن أبدأ بالتنفيذ ولكني طالبت بتنفيذ بنود العقد المتفق عليها كوني أبحث عن الجودة في التنفيذ والتنظيم، صحيح لن يكون العائد الاقتصادي في السنة الأولى جيدًا لمؤسستي ولكني كنت اتطلع لمتابعة التنظيم مع الجمعية للأعوام المقبلة». مبيعات الأعوام الماضية: وقال :»تابعنا الأخبار عن المهرجان الحالي وأنه تم بيع طن من العسل خلال 10 أيام، نظمت مهرجان العسل الدولي في النسخة 11 «مؤكداً بأن النحالين المشاركين في تلك النسخة باعوا في اليوم الواحد طنًا من العسل وكان عدد المشاركين فيه 32 نحالاً إضافة إلى ركن جمعية النحالين وبعض الأركان المصاحبة كالبريد السعودي وكانت المبيعات عالية. عارف: سنوات عمل شاقة من جانبه أوضح الخبير البيئي الدكتور إبراهيم عارف أن جمعية النحالين بمنطقة الباحة بذلت جهدًا كبيرًا خلال سنوات عمل شاقة في التعريف بالعسل ومنتجاته وسعت إلى إيجاد مختبر على أعلى مستويات لتحديد وتقليل التلاعب بالعسل بالمنطقة وقامت بتدريب أعداد كبيرة من أبناء المنطقة والمناطق المختلفة وتعريف الناس بتربية النحل وأسست لمهرجان دولي يقام سنويًا ويضم موتمرًا علميًا يمثل قيمة ثقافية وعلمية على مستوى العالم ويحضره خبراء من جميع دول العالم، كان نتاجه تم اختيار رئيس مجلس إدارة الجمعية الدكتور أحمد الخازم نائبًا لأكبر جميعة نحل في العالم نتيجة الجهود التي بذلها. وأضاف أن مهرجان العسل الدولي بالباحة أصبح أيقونة مميزة للمنطقة تتنوع برامجه وأنشطته ما بين التسويق والسياحة والترفيه والتثقيف، وأضاف كنت أتمنى أن يبقى هذا المهرجان ولا يختزل ضمن خيرات الباحة ويأخذ مساحة وسمعة مقارنة بمهرجان التمور بالقصيم والذي تجاوزت سمعته الدول العربية وقد سجل حضور مهرجان العسل الدولي في نسخته الماضية أكثر من 100 ألف زائر. وعن تقييمه للمهرجان الحالي قال عارف: لم يكن له بريق كما كان الأعوام السابقة ونصيحتي عودته في موعد الإنتاج والقطف ويكون مستقلاً كأحد المهرجانات المتميزة والجاذبة للسياحة بالمنطقة. غنام: الوقت غير مناسب ويرى النحال المشارك في النسخة الحالية ناصر غنام أن تأخر تنفيذ المهرجان بنسخته أثر على حجم المبيعات وأن الوقت غير مناسب تمامًا ولم يخدم النحالين ولا الزوار وتزامن مع بداية انطلاق العام الدراسي وعودة المعلمين إذ إن حجم المبيعات تكاد يكون معدومًا. وأبدى الغنام استغرابه من التصريحات الإعلامية غير الصحيحة والتي لا تمت للحقيقة بصلة فمبيعاتي في اليوم الواحد لا تتعدى خمسة كجم، مؤكدًا أن البيع في محلاته في الباحة وبلجرشي خارج المهرجان أفضل بكثير عن مبيعاته داخل المهرجان. وأضاف أن الزوار كانوا يتساءلون عن أن أسباب عدم إقامة الندوات والمحاضرات العلمية التي يقدمها خبراء من مختلف دول العالم وأعطت المهرجان صفة الدولية وقد كنا في المهرجانات السابقة نستفيد من المحاضرات والأدوات الحديثة ونطور قدراتنا في طرق الإنتاج من خلالها. وقال الغنام شاركت متأخرًا في المهرجان الحالي لارتباطي بمواقع أخرى وخلال مشاركتي منذ 3 أيام لم يزر المهرجان أي مسؤول لإعطاء زخم إعلامي للمهرجان. وعن تأثير إقامة المهرجان كملحق لخيرات الباحة قال إن التأثير إيجابي، خيرات الباحة خلق جوًا وفعاليات مصاحبة من فنون شعبية ولو لم يقم مع خيرات الباحة لأغلق المهرجان. وطالب الغنام بإيجاد دائم للمهرجان في مكان بارز يستطيع الزائر الوصول إليه بحكم أن المهرحان أصبح واجهة سياحية للباحة ومقصدًا يزورها جميع المواطنين من مختلف مناطق المملكة ودول الخليج. وأضاف كانت مبيعاتي في المهرجانات السابقة تتعدى 700 ألف ريال الآن لم تتجاوز 20 ألف ريال ولم تغط تكاليف الإيجار والديكور، وقد شاركت في 12 مهرجانًا ولم استطع أن أتخلى عن هذه النسخة، نحن خلال هذه الأيام ومع نزول الرواتب نترقب أن يترفع الطلب على العسل، أما في الأيام الماضية فإن الوضع سيئ ولو وضعنا عدادًا على الباب لانصدمنا من قلة الزوار. وقال الغنام إن مهرجان العسل الدولي أحد أبواب الرزق للنحالين ونحتفظ بالأعسال طوال الموسم استعدادًا للمهرجان وحتى نظهر بالصورة اللائقة. وتمنى أن يُعقد اجتماع مع سمو أمير الباحة ومجلس إدارة جمعية النحالين لنقل المشكلات والمعاناة التي واجهت النحالين لسموه الكريم حتى نتلافى الأخطاء. خلوفة: عدد العارضين قليل وقال النحال محمد خلوفة أن عدد العارضين قليل بسبب التأخير في إطلاق المهرجان إذ كان من المقرر إقامته بعد الحج مباشرة في ذورة الصيف وتواجد الزوار والمصطافين الآن أغلب السواح غادروا المنطقة ما تسبب في ضعف الإقبال موكدًا أن التنظيم ممتاز إلا أن الموقع غير معروف فالجميع يعرفون غابة رغدان وهي الأشهر. وعن المبيعات قال خلوفة إنها قليلة جدًا وفرق كبير عن كل عام ولا تصل 20٪ من مبيعات الأعوام الماضية الناس تأتي للمهرجان للجوانب الترفيهية وإنما القوة الشرائية ضعيفة. وأشار إلى أن جمعية النحالين بالباحة لم تقصر في اختبار جودة الأعسال المشاركة وهي تخضع لرقابتها وهذه أضفت ميزة نسبية للمهرجان وخلقت موثوقية له الجوري: تأخير في إقامة المهرجان وعلل النحال سمير الجوري عدم مشاركته في المهرجان المقام حاليًا للتأخير في إقامة المهرجان وبالإمكان التواصل مع جمعية النحالين لمعرفة أسباب تأخر إقامة المهرجان أكثر من مرة حتى أصبح في آخر الموسم. وبالنسبة للعائد الاقتصادي للمشاركين الآن أرى أنه ضعيف جدًا بعد الإعلان عن بيع طن واحد من العسل في عشرة أيام وكنا في الأعوام الماضية نبيع أضعاف هذا الرقم. الغيلاني: ضغف إنتاج الموسم وأرجع النحال صالح الغيلاني عدم مشاركة هذا العام إلى ضغف إنتاج الموسم من العسل مؤكدا أنها لا تغطي المشاركة في المهرجان إضافة إلى وقت المهرجان كان متأخرًا في نهاية الصيف حيث أطلق في 5 / 1 / 1443 والأسباب في التأخير راجعة للجهات التي تنظم المهرجان حاليًا. أقل الإمكانيات من جهتها أوضحت جمعية النحالين بأن المهرجان عُقد هذا العام ولكن بأقل الإمكانيات وهو عبارة عن خيمة للعسل، وبالنسبة لجائزة المجدوعي والمؤتمر العلمي والمشاركات الدولية لم تتم.وقالت الجمعية إن شاء الله تزول العوائق التي واجهت المهرجان هذا العام ويُعقد العام المقبل بنفس قوته وأفضل من السنوات الماضية. «النحالين»: لسنا جهة اختصاص تواصلت «المدينة» مع رئيس جمعية النحالين بالباحة لمعرفة أسباب تأخير التنفيذ وانسحاب المنظم واسباب حجب الجوائز وقلة العارضين فأوضح مصدر بالجمعية أنها ليست الجهة المنظمة لهذا العام وبالإمكان الرجوع إلى الجهة المنظمة لاستجلاء الأمر.