«الأمنيات كثيرة ونحن مع بداية العام الهجري الجديد أدعو الله المولى الكريم أن يجعلها سنة خير وبركة على بلادنا والأمتين العربية والإسلامية، وأدعو الله أن يوفق خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد الأمين، ويحفظ بلادنا الغالية من كل شر ويديم عليها أمنها وأمانها بإذنه تعالى». بهذ الكلمات بدأ الموسيقار غازي علي حديثه ل»المدينة» التي التقته في منزله، وقد ظهر عليه آثار التعب، حيث كان عائدًا للتو من المستشفى الذي يعالج به يوميًا، وسألناه عن صحته فقال: «الحمدلله على كل حال.. الآلام زادت ومعاناتي مع المرض لا يعلم بها إلا الله.. فأنا أعاني حاليًا من آلام الغضروف وأتعالج عند طبيب مختص وهي آلام مريعة تجعلني لا أنام الليل والحمدلله.. وكذلك الآن أعاني من آلام في العين لوجود مياه زرقاء واحتاج إلى عملية عاجلة، فأنا قبل نومي لابد أن أقرأ، ولكن مع ما أعانيه حاليا أصبح ذلك صعبًا، وقد أفادتني الطبيبة المعالجة بضرورة سرعة إجراء عملية.. هذا هو حالي ولله الحمد.. وقد أجريت قبل أشهر قليلة عملية في القلب.. وأرجو من الجميع الدعاء لي». برنامجان في الإذاعة أتمنى إعادة بثهما ويضيف: «مع بداية العام الجديد ومن أمنياتي التي أتمنى أن تتحقق، أنا لي برنامجان في الإذاعة السعودية، الأول برنامج ثقافي موسيقي من 16 حلقة عن الموسيقى العالمية لبيتهوفن وشوبان وغيرهم، وهو برنامج تحليلي موسيقي، أتمنى إعادة بث هذا البرنامج لكي يستفيد منه المهتمون ولأنه يحتوي على معلومات هامة جدا عن الثقافة الموسيقية وعن الموسيقى العالمية. وبرنامج آخر عن الموسيقى الشرقية الأصيلة الكلاسيكية لكبار الموسيقيين والملحنين العرب أمثال عبدالوهاب وزكريا أحمد والسنباطي والقصبجي وفريد الأطرش.. وهذا البرنامج ثقافي وليس فقط موسيقيًا.. فيه تحليل ومعلومات متنوعة.. أتمنى إعادة بث هذين البرنامجين». فعاليات هيئة الثقافة واجهة جميلة مشرّفة وأشاد الموسيقار غازي علي بما تقدمه الهيئة العامة للثقافة، وقال: «أسمع عن ما تقدمه وتقوم به هيئة الثقافة وأعتبر ما تقوم به من فعاليات وأنشطة هي واجهة جميلة لثقافة بلادنا من خلال تنظيمهم لحفلات راقية مثل حفل دار الأوبرا المصرية، واتمنى ان تتوسع هذه الحفلات لأنها تجسد ثقافة جميلة، وانا قرأت عن هذه الحفلات وسعدت بها جدًا». نشر الثقافة الموسيقية وتأسيس فرقة سعودية ويوجّه غازي علي رسالة خاصة إلى وزارة الثقافة، طالبًا منها الاهتمام بالموسيقى، ونشر الثقافة الموسيقية، قائلا: «أتمنى ايضا افتتاح معهد كونسوفتوار لتدريس الشباب السعودي المتعطش لتعلم الموسيقى بأسس سليمة وبقواعدها العلمية، فنحن لدينا شباب يملك الموهبة ولكنهم بحاجة إلى دراسة علمية. وهناك نقطة مهمة وهي معاناة الفنانين السعوديين في تسجيل أعمالهم الغنائية هنا في الممكة، لأنه للأسف لا يوجد لدينا فرق موسيقية سعودية جاهزة، رغم وجود العازفين السعوديين الجيدين. فالمطرب السعودي يعاني عند تسجيل أغنياته لأنه لابد عليه ان يسافر إلى القاهرة مثلا لوجود فرق جاهزة هناك، ولذا أتمنى أن يأتي اليوم الذي يكون لدينا فرق موسيقية سعودية مؤهلة. وقد سمعت عن البدء في تكوين فرقة موسيقية سعودية بإشراف هيئة الثقافة ويتولاها الدكتور عبدالرب إدريس، وأنا هنا أقترح وأتمنى أن نستعين بعناصر موسيقية من الخارج، تشارك في تدريب أعضاء الفرقة السعودية الجديدة، لأنه لا يوجد لدينا أياد موسيقية دارسة، ولذلك فإن الاستعانة بعناصر مؤهلة من الخارج مطلوب ليقدموا خبراتهم لشبابنا. وهذا أمر مهم، وأذكر مثلا في مصر أيام الرئيس عبدالناصر في الستينات الميلادية وعندما افتتحوا معهد الكونسوفتوار استعانوا بمدربين ومدرسين من فرنسا وإيطاليا وروسيا.. أنا أتذكر تلك المرحلة جيدًا لأني كنت أدرس في المعهد آنذاك وكان من مدرّسينا إيطاليون وفرنسيون وروس استفدنا منهم وساهموا في تطور المعهد والشباب الدارسين». للأسف.. الإعلام لم ينصفني وحول الإعلام وهل أنصف الأستاذ غازي علي خلال مسيرته الفنية الطويلة والحافلة، قال بصراحته المعهودة: «للأسف لم ينصفني الإعلام.. رغم أن الفن ثقافة وفكر.. ورغم أن لي العديد من الأصدقاء الإعلاميين ولكنهم ليسوا بيدهم حيلة!.. وأقولها للتاريخ: الإعلام لم ينصفني وأيضًا لم ينصف كثيرا من الفنانين المبدعين». مذكراتي قريبا الفنان غازي علي وفي حوار سابق مع «المدينة» قال إنه بدأ في كتابة مذكراته التي تشمل حياته وسيرته الفنية، واليوم يكشف الموسيقار الكبير عن قرب الانتهاء من تجهيز المذكرات بالكامل وسوف تظهر في كتاب خلال الفترة القريبة المقبلة وباستعانة من صديق -وصفه الأستاذ غازي- بأنه صاحب قلم مميز، قائلا: «لا أود الكشف عنه وهو الآن في أمريكا يحضّر لشهادة الدكتوراة ومشروع المذكرات سيتم الانتهاء منه بالكامل قريبًا». ابن المدينةالمنورة.. خريّج «الكونسرفتوار» الاسم الكامل: غازي علي باجراد الاسم الفني: غازي علي من مواليد المدينةالمنورة عام 1937م عاش طفولته في المدينةالمنورة بعد فقدانه لوالده صغيرًا، واهتمت والدته برعايته وحرصها على تعليمه في المدينة ثم في جدة، حيث درس الإعدادية في المدرسة النموذجية بمدينة الملك سعود التعليمية. انتقل إلى مصر عام 1960م لدراسة الموسيقى، وهناك أكمل دراسة الثانوية بمعهد الموسيقى، وشجعه على إكمال الدراسته الموسيقار أبو بكر خيرت، مدير المعهد، الذي كان يشترط على الطلاب الدارسين أن يكون لديهم الثانوية، وعندما جاءه غازي علي ولمس فيه أبو بكر خيرت عشقه للموسيقى وموهبته الفنية، شجعه على إكمال دراسته في المعهد. تخرج الموسيقار غازي علي في المعهد بالقاهرة عام 1967م بعد أن قضى به قرابة سبع سنوات في دراسة متخصصة جادة. كان اهتمامه بالموسيقى والغناء قد بدأ مبكرًا مما شجعه على التخصص فيه، وكانت دراسته بمعهد (الكونسرفتوار) بالقاهرة ولمدة سبع سنوات. درس الموسقار غازي علي علم «اليوجا» في بريطانيا لمدة خمسة سنوات من عام 1970 إلى 1975، وهو يعتبر «اليوجا» نقلة مميزة في حياته. عاد إلى السعودية عام 1976 وافتتح فصلا دراسيا في جمعية الثقافة والفنون ولم يستمر طويلا، وبعدها جعل منزله معهدًا مصغرًا لتعليم الفنون والموسيقي، وقد خرج من هذا المعهد الصغير الكثير من الفنانين الشباب. يعتبر غازي علي من أبرز الفنانين السعوديين، وأكثرهم ثقافة، وأوسعهم علمًا متخصصًا بالموسيقى. وهو موسيقي وملحن ومطرب وشاعر. أصدقاؤه: من الأصدقاء الذين يتواصلون معه إلى اليوم، يذكر غازي علي كل من: الشاعر الدكتور عبدالعزيز خوجة (وزير الثقافة والإعلام الأسبق)، المستشار محمد سعيد طيب، المستشار مصطفى صبري، الدكتور فؤاد عزب، ضياء كردي. من أشهر أغنياته وألحانه: «روابي قبا»، «ربوع المدينة»، «شاربة من زمزم»، الموعد المنسي»، «ولفنا عليك»، «وحشتيني»، «يوم نويتوا على السفر»، «على البحرين»، «سليمى»، «لو شفتها»، «يا بديع الجمال»، «ماشي على هوينه»، «سلمى يا ست الحلوين». بالإضافة إلى مجموعة من الأغنيات الوطنية، وأغنية رياضية للمنتخب بعنوان: «يا جماهير الأخضر». لحن للراحل الكبير طلال مداح عدة أغنيات، هي: «سلام لله يا هاجرنا»، و»مش دا كلام ينقال» والأغنيتين من كلمات غازي علي نفسه، وأغنية «اسمر حليوة مخاصمني» من كلمات الشاعر طاهر زمخشري. كما غنى من ألحانه من المطربين والمطربات السعوديين والعرب: وديع الصافي، محمد قنديل، ماهر العطار، سميرة توفيق، سعاد هاشم، عايدة بو خريص، أسامة عبدالرحيم. قدم الموسيقار غازي علي أوبريتًا وطنيًا بعنوان: «نور الدنيا» من ألحانه وغنائه وبمشاركة المطربين محمد عمر وعلي عبدالكريم.