كل اللغات تحتاج إلى ترجمان حين تنتقل في أسماع من لا يتحدثها، ولم يألفها؛ إلا الموسيقى، تفتح لها الآذان ممر الوصول إلى القلب، وتتفاعل معها الروح في حضرة الأنس البهيج.. هكذا كان الحال في حديقة جمان بارك بمدينة الملك عبدالله الاقتصادية في خواتيم الأسبوع الماضي، في ليلتين حالمتين.. مزاج الموسيقى «تركي»، يأخذ بمجاميع النشوة والانتباه، وكأن بينه وبين «القهوة التركية» نسب من «رائق المزاج».. المسرح أعد بعناية، تكشف مدى الجهد المبذول الذي تخصصه هيئة الترفيه في إشرافها على هذه الفعاليات الرائعة.. الحضور ملأ المتاح من المكان على سعته، وجلس ينتظر النغم والتقاسيم التركية.. ليلة خميس على المسرح في ليلة الخميس، تراءت ثلاث آلات موسيقية في حالة صمت تنتظر الأنامل المدربة المبدعة لترتب فضاء المسرح بالموسيقى الحالمة، وتشعل القلوب بالمتعة الفائقة؛ الموعد كان مع فرقة فرقة «تقسيم تريو»، بأعضائها الثلاثة؛ أيتاك دوقان، حضن القانون وجلس ينتظر اللحظة.. إسماعيل سيحاوره على آلة البزق.. وعن قرب ستناغم معهما حسنو على آلة الكلارينت.. الأنامل تمضي في مداعبة الأوتار، في انسجام وتناغم، «حسبو» جذب الهواء وطوعه لحنًا عبر الكلارنيت، في تألق لافت، قدم سمات رائعة عن الموسيقى التركية.. ليس في وسع الكلمات أن ترسم ذلك الإبداع، وحدها الآذان من حفظت ذاكرة الإبداع الذي قدمه الثلاثة، وتفاعل معه الجمهور بشكل لافت.. انقضت الليلة، على بسط الإيناس والدهشة والإعجاب، وكتب الجمهور إعجابه على دفتر التصفيق والامتنان ل»الترفيه» على أن جعلت هذا الجمال ممكنًا.. دوقان: جمهور جدة متذوّق الجمهور طوّق النجوم الثلاثة عقب أمسية الخميس الماتعة، مما أشاع فرحًا في قلب عازف القانون الفنان «دوقان»، الذي عبّر عن بالغ سعادته بالمشاركة في إحياء حفل فني في مدينة جدة، قائلاً: أنا لست غريبًا على الموسيقى العربية، وسبق لي أن شاركت مع كثير من الفنانين العرب، وهذه المرة الأولى لي في جدة، وقد أعجبني جمهورها، فهم متذوقون للموسيقى، ومشاركتنا كفرقة «تقسيم تريو» في إحياء ليلة موسيقية، هي مشاركة نسعد بها، ونتمنى تكرارها، وبكل صراحة ليلة يوم الخميس الماضي كانت رائعة، وأنا نيابة عن أعضاء الفرقة أقدم الشكر للجمهور وللمنظمين، ونعدكم بحفل آخر نقدمه لجمهور جدة الجميل. وكذلك عبّر العازف في فرقة «تقسم تريو» الفنان حسنو، عن سروره بمشاركة فرقته في هذا الحفل بمدينة جدة، مؤكدًا أنه يسمع عن الجمهور السعودي وتذوقه للفن، ولم يستغرب هذا التفاعل الجميل الذي وجده من جمهور جدة، متمنيًا أن يشارك دائمًا في حفلات بمدينة جدة مستقبلًا. ليلة الكمان والكلارنيت ليلة الجمعة، كان الموعد مع: - جعفر نزلباش، على آلة الكمان التركية. - ركركان على آلة الكلارينت. المسرح على ذات البهاء الذي كان عليه في الليلة السابقة، والحضور في كامل ألقه، بتميز وحضور كبير للعائلات، والإعلاميين.. «نزلباش» لم يخذل أوتار الكمان، فمضي قوس الكمان يداعب الريشة في ظهر الكمان ويخرج الألحان العذاب، مقطوعة مقطوعة مع تقاسيم منفردة.. «ركركان» أحال الهواء في رئتيه إلى نغم ساحر في الكلارنيت. المحصلة ليلة من ألق وبهاء، تركت أثرها في نفوس الحاضرين، وزادت سماء جدة نجوم أخريات.. جمهور ذوّاق.. وتنظيم مميز لم يخذل جمهور «العروس» هيئة الترفيه، فقد كان الحضور مميزًا، الحفلتان كانتا رائعتين، وفي هذا يقول عبدالله خيال: حضرت مع عائلتي الحفلة الثانية وكنت أتمنى حضور الأولى، وقد سعدنا بما شاهدناه وسمعناه من موسيقى جميلة وأود أن أشيد أيضًا بالتنظيم الجيد الذي لمسناه.وكذلك قالت السيدة إيمان شكري: التنظيم كان جيدًا، والفرق التركية استطاعت أن تقدم ما ينال الإعجاب، والشكر للجميع على هذه الليالي الممتعة.ويقول د.أحمد الشهراني: أعشق الموسيقى التركية؛ وفعلًا استمتعنا بما قدم من أنغام ومقطوعات.