جاء الموسيقار العالمي ياني إلى السعودية ليسلب قلوب الجماهير كعادته وهو يعزف ألحان الحب والحزن والشغف على أوتار القلوب، لكن الجمهور الذي ملأ أركان المسرح سلب قلبه فأبى إلا أن يقول لهم: «سرقتم قلبي بالحب». ياني الذي جاء مع فرقته الموسيقة التي ضمت 14 فناناً، بين عازف ومغنٍ هم أصدقاؤه ومجموعته، التي تنتمي إلى 11 جنسية مختلفة، عزف مجموعة من «مقطوعاته» على ساحل البحر الأحمر في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية بجدة ليكون خير ختام ل «روزنامة» هيئة الترفيه في شهر تشرين الثاني (نوفمبر). الحفلة الأسطورية التي كانت الأولى في تاريخ ياني في السعودية انتهت بانبهاره بجمهورها، ما دعاه إلى التغريد، عبر حسابه، ممتناً: «كانت ليلة لا تصدّق، لقد كانت هذه المرة الأولى، وفي هذه الليلة شهدت واكتسبت معرفة أشياء كثيرة، أعرفها للمرة الأولى عن السعودية، الناس هنا سرقوا قلبي بالحب الذي غمروني به، والحماسة والقبول». وقدم ياني على طريقته المعهودة معزوفاته التي تعتمد على موسيقى الشعوب الظاهرة في الآلات التي يستخدمها، والمنتمية إلى أفريقيا وأميركا اللاتينية، مثل آلات الإيقاع، والآلات الوترية كالكمان والتشيلو، وغيرها. وعزف ياني ما يقارب ال24 معزوفة متنوعة من ألبوماته الشهيرة، ك«العرقية»، التي سبق أن قدم فيها موسيقى تعكس ثقافات مختلفة، ومن ألبومه «إجلال»، الذي عبر عن رحلته إلى الصين والهند نظيراً لحبه ثقافات الشعوب التي يمزجها في زياراته لها. شارك مع ياني صديق طفولته الملحن العالمي الأرمني صاموئيل يارفينيان، إذ عزف على الكمان، وهو الذي طالما اشتهر بنبوغه المبكر في عزف أصعب المعزوفات الكلاسيكية لباخ وموتسارت وباغانيني، وانضم إلى فرقة «ياني» منذ عام 2003، وبقي معه الى الآن، إضافة إلى وجود صاحب آلة «الدرامز» الأميركي الشهير تشارلي آدمز، الذي أبهر الحضور بعزفه منفرداً أكثر من سبع دقائق. وحضور عازفة «التشيلو» سارة، التي ترافق ياني في جولاته العالمية، وتعمل مدربة على آلة «التشيلو» في مدرسة غيلدهول للموسيقى في لندن. وعلى مسرح الحفلة أيضاً برع العازف التايواني مينغ، الذي يرافق ياني منذ أكثر من عقدين، وعرف عنه سرعة أدائه على الآلة. كما أدت لورين أغنية أداء كلاسيكياً، وهي التي عرفت عالمياً بصوتها الذي يصعب على أي صوت آخر تقليده. وظهرت ابنة ياني كريستالان بصحبته في المطار، وخلال المؤتمر الصحافي، الذي قال فيه إنها أصرت على مرافقته في رحلته إلى السعودية، لأنها تعرف أن الحفلة المقررة في جدة ستكون تاريخية لوالدها، مبيناً أنها حرصت على الحضور من لوس أنجليس إلى فلوريدا لكي تصحبه في الرحلة. وبعد أن أنهى ياني مشواره في جدة، في حضور آلاف الأشخاص من الرجال والنساء، في ليلتين أسطوريتين، أخبر الجمهور أنه حفلته هذه لن تكون الأخيرة، إذ تنظم «هيئة الترفيه» ليلتين أخريين له في الرياض، ستكونان يوم غدٍ (الأحد) وبعد غد (الإثنين)، وليلتين في «المنطقة الشرقية» (الأربعاء والخميس)، تلبية لرغبة الجمهور السعودي المتعطش إلى الموسيقى العالمية.