كيف لا أقول إني فقدتك، وكلّ شيء تغير في ملامحي سببه أنت. العناكبُ سعدت بتلك الهجرة، فأخذت تنسُجُ بيوتها بكل طمأنينة. ألن يفتح الباب مرة أخرى، لأسمع صوتك الذي طالما شكوت منه. بحر الدموع الذي أجريته لفرقاك، هو نفسه الذي سال قبل فراقك. شيء متناقض حقاً، في غمرة البكاء يولد الفرح، ومع شموع الفرح يولد البكاء. عَبَراتُ كثيرة بين الزوايا أخذت ألتقطها، وأحتضن نفسي الثكلى وأقول: هلا عدت؟! فأشعلت أنوار قلبي الذي فَاضَ حزناً لرحيلك. أرجوك، أرجوك أن تعود، لتعود البهجة والسرور، لأسمع صوتك يُزمِجرُ ويَصُول. ليضيء المنزل بعد الظلام ب(نور)، لأشم رائحتك، فتسكن نفسي وتروُم، ليرقأ دمعي بعد هطول. أسمعني جواباً ليس فضُولاً، لأغلق بابي وأكُف الشجون، ليحيا الأمل وينتشي فؤادي المحزون، لأسند ظهري المعوج. إن لم تجبني فقد سمعتها من الأيام والشُهُور بأن طيفك (لن يَعود).