1 - ارتبط البكاء بالحزن والفرح.. أي أنه ارتبط بالأحاسيس في ذروة درجاتها.. فالبكاء يصاحب الألم والحزن.. ويصاحب الفرح والغضب والعتب والحنين وشوق المحب.. ويصاحب الخوف والضعف والجزع من القادم.. كما أنه قد يُفْتعل للرياء. 2 - البكاء قد يكون جزعاً على النفس أو على فراق حبيب.. وقد يكون تفاعلاً من بعيد.. أما أشد أنواع البكاء إيلاماً ووجعاً فهو البكاء على فقد الأحبة. 3 - بعض البكاء يذيبك كالشموع.. أو ينخلك فيصفي روحك من الكدر.. أو يلاطمك فتطير روحك شعاعاً تتقاذفها الأمواج.. أو يجففك حتى تتيبس.. أو يفجرك كالبركان فتتبعثر أشلاؤك فتصيب نفسك والمحيطين بك بشكل عشوائي.. أو يشعلك فتصبح كالجمرة الملتهبة تكوي من يلمسها وتنتهي بعدها رماداً.. وبعض البكاء يضيء لك العتمة.. أو يسرق النور ويزيف لك الحقائق فتعيش في الوهم تطارد السراب. 4 - في مطلع الصدمة يستعصي على المرء التفكير أو الكلام أو حتى البكاء.. فالنفس تكون في حالة ذهول وعدم استيعاب.. ثم تدخل في مرحلة محاولة النفي.. ثم القبول بالأمر ومن ثم الانخراط في البكاء.. ومن رحمة الله بخلقه أن جعل تيارات المشاعر الجياشة في حالتي الحزن والفرح التي تنتج عن أحداث كبرى في حياة الفرد تبدأ كبيرة ثم تصغر حتى تصبح ذكرى بفضل نعمة النسيان. 5 - وصف الحكماء البكاء بأنه صمام الأمان للقلب عندما يزداد الضغط عليه.. وأن الدموع لغة الحزن الصامتة.. وأنه لا يبكي من لا يرى ولا يحس.. أما الأطباء فيرون أن البكاء يفتح الرئة ويغسل القنوات الدمعية في العين وينشطها ويخفف من التوتر.. وينصح الأطباء النفسيون بعدم حبس الدموع إذا أحسست برغبة في البكاء فإن كثيراً من الآلام والأحزان ومشاعر الغضب تسيل مع تلك الدموع فيشعر المرء بالراحة. 6 - يقول علماء الاجتماع إن أخصب أرض لتلقي تساقط الدموع هم الشباب.. ثم يجتاح التصحر العمر قليلاً قليلاً حتى يكون في أقل حالاته بين الأربعين والخمسين عاماً.. ثم تعود خصوبة الروح حتى يعود الإنسان إلى أرذل العمر.. فتثار أشجانه وتنهمر دموعه من أقل الأمور. 7 - قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في حديثه لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه: «أربع خصال من الشقاء: جمود العين، وقساوة القلب، وبُعْد الأمل، وحب الدنيا».