آهٍ... آه... آهٍ... طال غياب المسافر... واكتوت الجوانح بجوى أنات الأحزان وبلغت بي الأشواق حد الكآبة والضجر... طال غيابه... وقست الأيام من بعده... أتراه يعود؟!... ولكن كيف؟ وقد غيبه الرحيل... إلى السماء... غاب... بعد أن أخذ معه فؤادي وفرحتي... وأسارير ضحكاتي... رحل... لكن... لست أدري لماذا يتسلل شعور إلى نفسي بأنه رحل وبقي حياً يسكن أعماقي...! أسمع صوته عند صمتي... وأرى وجهه في خلوتي... أنتشي عطر بخوره في تأمل الزوايا التي كان يمر بها... آهٍ... كم هو إنسان... بلغ به العطف أعلى درجات الحنان في حديثه حب... وفي أحضانه دفء ورحمات.. لا حدود لعطفه... يغدق عليك شلالاً من المودة والاهتمام... تأنس بمجلسه... كيف لا... وباستطاعتك أن تقطف بمعيته المرح وعبق التجارب... وحديث الحكمة ونصيحة المحب المشفق.. رحمة الله عليك يا والدي... اللهم أجعله في جوارك... وأسكنه جنانك... وحفه بلطائف مكرماتك...