دعني أنزف.. جرحي ليس يداوى بالجرح ولا بالعبرات الجوفاء.. ولا بالصمت.. ولا بالصوت الأخرس حين يبوح لهذا الليل بحلم أيقظه الأموات من السهد الأبدي.. فراح يداعب مثل الأطفال دمى صنعتها خطوات الوهم وبعثرها في أرجاء القرية.. طيف من أطياف الغرباء.. فهام يغني في كل طريق لم يسلكه العشاق.. ولا الحراس.. ¿ ¿ يا حلم المحرومين من الدمع أجبني: هل صار بكائي ألعوبة من عاد الى القرية يبحث عن عقل آخر.. ليس يهيم بغير سراب يكبر في هذا الكون.. الى أن يغدو كالبرق الخاطف يلهو بعيون لا تنظر الا.. من خلف ثقوب ضيعها النسيان وضيعها الكتمان.. ¿ ¿ يا حلم الموهوم بأصداء العشق تلون مثل خيوط الليل.. بكل الألوان الوهمية.. فالصبح قريب.. يكشف للسهاد جنون تعطشهم لرقاد قد يمحو.. في ساعة صفو.. صمت ضمائرهم.. ان كان لها صوت أو كان لها ظل لا يسبق خطو الأموات ¿ ¿ لا تبحث عني.. بين رفاق الأمس وبين ضجيج الهمس فأنا من فقد أنامله.. حين تطاولت الأحزان اليه وراحت تقتل فيه.. بقية أصوات دمرها الموت ودمرها الصمت.. ¿ ¿ لا تحزن حين أغير وجهي أو أبكي مثل غريب.. فقد هويته بين الخلق فراح يسائل أهل القرية: هل منكم من أحد.. يتذكر عنواني.. أو يتذكر اسمي.. أو يتذكر كيف هربت من الموت الى الموت؟ يا حلم الأمس الضائع خذني نحو سرابك.. أبحث فيه قليلا.. عن صوت ما زال يؤرقني يحبس أنفاسي.. يقتل حراسي.. ¿ ¿ لا بأس اذا عدنا أطفالا نبحث عن ظل مفقود.. ليس له شكل أو عنوان أو لون.. مثل بقية ألوان الوهم ¿ ¿ قل شيئا يا حلمي.. حين تزمجر أصوات الرعد وتجري أقدام النسيان الى بعض عقول.. مزقها اليأس.. ومزقها البؤس.. ¿ ¿ تصاعدت الأحزان الى رأسي فأفقت أودع أمسي.. وأودع دمعي.. لا فرق هنا بين القيد وبين الموت.. ¿ ¿ لا تبك حين يهزك دمعي فالأطلال هنا.. تبكيك بحرقة من فقدوك وأنت تلملم أشلاء الأشياء حكاياك مزخرفة في رأسي.. تبحث عن قيد آخر.. ليس كقيد العشاق ¿ ¿ أجبني: هل كنت تناديني بالصوت المفعم بالحزن.. وبالألم القادم.. من جوف الأنقاض أجبني.. أم كنت تنادي مثل العادة.. بالصوت المنهك بالأحلام الوردية حين يخالطها الوهم الفارغ من كل حديث.. يبحث عن شفة لا تفقه شيئا.. من عبث الغرباء؟ ¿ ¿ غيبك الموت الآن فلا تبحث عن عقلي.. أو تبحث عن ظلي.. فأنا مثلك غيبني الوهم فرحت أدندن كالعشاق بأشعار لا لون لها.. ناشدتك أن تهدأ بين ضلوعي.. فهذا زمن لا صوت له الا الصمت..