مثلما تكمل الأرض دورتها حول الشمس فينتج منها تعاقب الفصول الأربعة,. ومثلما تكمل عقارب الساعة دورتها حول الأرقام فينتج منها مرور ثانية هاهو صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز قارب على أن يكمل سنة على وفاته -رحمه الله- الا أنه ما يزال حاضرا في قلوب محبيه في أرجاء الوطن العربي,. وهاهو الطفل اليتيم. ظلت عيناه معلقتين بالرمس على حين كانت امه الأرملة تجره من يده منقلبة به الى الدار بعد أن غيب الثرى وجه فيصل الحبيب، كان الطفل ينتحب نحيبا مؤثرا وينشج نشيجا عاليا، والدموع تنهمر من عينيه المحمرتين منسابة على وجهه الحزين، فتبدو وكأنها حبات من اللؤلؤ انقطع عقدها فتبعثرت. هكذا كانت حال الأطفال اليتامى عندما رحل الفيصل,. وهنا صدق فيه قول الأمير الشاعر نواف بن فيصل بن فهد: يابوي لو شفت الديار ودمعها السكاب الناس تبكي والشجر واليم وعبابه حبك تغلغل بالوطن ماهو ريا واعجاب يا ساكنٍ روح الشباب وقلب شيابه وهاهو بكر الفهد وقد ترك الاهل والأصحاب والأطفال والشباب وكل الناس ترك الدنيا بما فيها رحل بجسده ولا تزال أفعاله الخيرة راكزة في أذهاننا,. يا سليل المجد ان أبوتك الحنونة للأطفال ما تزال راسخة في أذهان الصغار قبل الكبار. فيصل يا حفيد الأسد ,, أعلم بأنك لن تقرأ ماذا اكتب عنك ولكن هذا أقل ما يمكن ان نقدمه لك فلقد رحلت وبقيت أياديك البيضاء عنوانا لكرمك,, رحم الله أبا نواف وجعله في منزلة الصديقين والشهداء. عزة عبدالعزيز