في مساء جميل فاض بالرقة والعذوبة,, أبت المنطقة الشرقية إلا أن ترتدي ثوب الفخر والشموخ,, بعد أن تعطرت بسيرة الفقيد الغالي,, وتلألأ على صدرها اجمل وأحلى عقود الشعر وكأني بها تقول: من قدنا في فرحنا من قدنا يا بختنا ليلة خذتنا للحياة فيها الحبايب عندنا مساء السبت الاول من شهر ربيع الاول من عام 1421ه كنا على موعد مع شاعر أكثر من رائع,, واكبر من كلمة مبدع,, شاعر تجاوز مواطن الجمال وتعدى حدود الابداع الى آفاق اجمل ورحاب أوسع,, كنا على موعد مع شاعر الشباب وفارس الشعر والكلمة مع سمو الامير نواف بن فيصل بن فهد الذي اطلق لمشاعره العنان في ذلك المساء الجميل,, لتحلق بعيدا في سماء الشرقية الحالم,, وتسبح في ظلام الليل,, وتتجاوز الكواكب والنجوم لتعانق ضوء القمر,, ولتهطل علينا سحائب شعر,, سحائب أوبريت ما ننساك,, أمير الشباب,, لتحكي عن ملحمة الانجاز,, عن قائد حكيم,, عن رجل عظيم سكن قلبه وقلوب الجميع,, عن انسان يفيض بالحب والحنان والمشاعر المرهفة والعطاء,, عن رمز الانسانية وعنوانها,, عن فنان مبدع صنع مجد الرياضة ورحل بها الى عالم الانجاز والبطولات,, الى دنيا الفوز والانتصارات,, تحكي عمن اعطى للثقافة وقته,, وللرياضة عمره وزهرة شبابه وللشباب روحه وجهده,, عمن كان بالامل يقهر المستحيل,, وبالحلم يحلي مرارة الواقع وبالصبر يكسر حدة الصعاب,, عن انسان ملأ صفحات التاريخ بعمره القصير,, عن فارس تجاوز كل الحدود الزمانية والمكانية لنصرة دينه وخدمة وطنه والرقي بالرياضة ورفعة الشباب,, عن انسان احبه الصغير والكبير,, عن ابن الزعيم وموطن العز العظيم,, عن ابن الفهد عن الفقيد الغالي عن فيصل ابن الفهد. تطول السالفة والشعر يحكي وللزمان لسان وللتاريخ وقفات يسطرها من سنينه اوبريت رائع,, ابداع فاق كل عبارات الوصف,, فاض بالمشاعر الصادقة العذبة تجاه الفقيد طبت حي وطبت في دار الخلود وطابت افعالك وفعل الطيب طاب ما بخلت ولا ذخرت من الجهود لجل أرضك كم تجاوزت الصعاب وكل ديرة لك بها رمز وشهود واضح مجدك ولا يمكن يغاب اي والله واضح مجدك ولا يمكن يغاب كلمات رائعة عبرت عن مشاعرنا ومشاعر ووجدان ابن الفقيد تجاه والد الجميع. ياحنون,, ما غبت يا فيصل,. ولو غابت نجوم الكون يا حنون,, في القلب يافيصل,. وفي وسط العيون النون مديت كف البر. وكنت الحنون البار وارويت مجد الحبر. وهو يكتبك أشعار كنت أقرب الناس لهلك,. شعب الجزيرة والملك حقا انه فنان مبدع,, رسم لنا صفات وابداعات الفقيد في جميع مراحل عمره التي منها الرقي بالرياضة والاهتمام بالثقافة. خلى طعم الفوز أجمل وفرحة الجمهور تكمل وحقق آمال وأماني وعن طموحه ما تحول للفنون بكل مشهد وللأدب والفكر شيّد وللثقافة في وطنا كم بنى صرح وجدّد انظروا معي الى هذه الصورة الجميلة الرائعة التي عبرت عن أياديه البيضاء الخضراء وعن كرمه وعطفه,, واحسانه وبره. على وجه الثرى كم سطرت يمناه من ديوان كرامات ومواساة وغلا كانت دواوينه كتبها وأبهج المحتاج ومن عانى من الحرمان سقى الظامي والى هاليوم ما جفت رياحينه ولن تجف للأبد كانت ليلة حزينة سهرناها مع الألم والجرح الذي ظل ينزف عشرة شهور مضت ولم ولن يلتئم. في تلك الليلة سامرتنا الدموع,, واسترجعنا رحيله المؤلم المفاجىء وكأننا للتو نودعه ونفارقه,, وهاهي الايام تمضي سريعة لتكمل العام الاول على رحيله,, عام مضى كله لوعة وشجن. أثر المفارق صعب,, صعب غيمة سواد وليل ننساك,, هذا الصعب,, صعب لا ما بقى بنا حيل ,,حيل آه كم هي صعبة لحظات الفراق والرحيل,, والاصعب منها عندما يكون الوداع هو الوداع الاخير,, والأصعب من هذا كله عندما يكون المودَّع سمو الأمير فيصل بن فهد,, ما أقسى رحيله,, ألم وحزن وشيء ما أعرفه,, لكن الاكيد ان سمو الأمير نواف بن فيصل يعرفه جيدا. يابوي أنا فيني وجع له مخلبين وناب يجتاحني واكذب لواني قلت ما اهابه يابوي لوصاب الصلد ما صاب قلبي ذاب قضيت والهاجس غبني وأطلق ذيابه لكن في النهاية نحن مؤمنون ولا نملك الا ان نقول: وداع ولا وراه الا الدعاء للراحل الانسان وداع وألف رحمة ياعساها في موازينه الهي وأنت رب الكون الهي وانت يارحمن الهي ترحم اللي عاش لك لين اغمضت عينه آه لوتدري يافيصل عن اللوعة والالم الذي سكن قلوبنا بعد فراقك,, ولو تدري ان برحيلك انطفأ نور العالم وصرنا نعيش في حزن وليل بعد ليل بعد ليل بعد ليل بعد ليل,,. هيفاء عثمان البرغش