شاء الله أن نلتقي على ضفاف (كميت).. ثلة من الصحفيين.. كان موعداً مع أستاذنا المؤرخ عبد الله بن عبد الرحمن بن دهيش.. وهذا الأستاذ هو مدير مدرستنا في مرات إبان تلمذتنا في ميعة الصبا.. التقينا نحن صحفيو مرات.. الأستاذ إبراهيم الدهيش وحمود الضويحي والمؤرخ الشاعر عبد الله بن عبد العزيز الضويحي.. ومحدثكم مع ضيوف الأستاذ عبد الله: الأستاذ حماد السالمي والأستاذ القدير عبد الرحمن المعمر.. فآنسونا كما هو الطائف المأنوس.. والتفننا على رصيف الصحافة نتبادل الأحاديث ونمير بهما حول كميت وعلى هامته حيثما يكون منتزه مرات، وآثرنا تحريك كوامن ذكرياتهما عندما ذرعنا سويقات القرية (مرات القديمة) وذكرنا لهما جيل (دار التوحيد) الذين عاصروهما وبالذات أستاذنا عبد الرحمن المعمر.. شيخ الصحفيين الذي كان يذكر شباب مرات الذين كانوا يدرسون في دار التوحيد من زملاء الحرف وكرسي التلمذة.. فبرحتنا الذكريات وبرحناها فاستفاضا بالحديث عن تلك المرحلة.. ولقد راق الحديث على هامة كميت الجبل الأشم.. حيث يكون المتنزه المطل على مرات القديمة والحديثة أيضاً.. منظر يوحي بالاستلهام حيث ذكر أحدهما إذ به يحرضنا على مثل ذلك بنسيج القصائد الشعرية.. وهذا ما نستميل إليه بين الحين والآخر لأني أعتبر تلكم الاطلالة استلهاماً للشعراء حقيقة.. حاولت نبش ذكريات شيخنا الصحفي (أبوبندر) واستدركت ذكرياتي أنه كان يمتطي صهوة جريدة الرياض آنذاك.. فاستراق (لأبي أكرم) حماد السالمي مثل تلك الانتفاضة الذكرياتية فعذبت الجلسة الصحفية مع أستاذنا عبد الله الدهيش الذي كان من تلامذة تلكم المرحلة في دار التوحيد.. وقد تخرج معلماً وعين في إحدى مدارس ضواحي مكة الجبلية.. وهاتي يا ذكريات ومواقف طريفة.. حتى استقر به المقام مديراً لمدرسة مرات الأولى.. فكلنا نحن الحاضرين تلامذة لأستاذنا عبد الله ما عدا ضيفينا.. فعندما أمالح الحقيقة بالضغط على زناد العمر نتململ في جلستنا.. لعله الهروب من وخط الشيب الذي اصطبغ في وجوهنا!! برغم الاصطباغ!! كان لقاء جيداً رائقاً.. فاستمال الشعر على كتف الوقت فازدان وتألق.. ووعدانا بالمجيء خصوصاً بعيداً عن الرحلات الصحفية المقيدة بالزمن الوقتي.. والبرمجة الزمكانية.. وهذا ما استحث به الكثير من أحبتنا زملاء الحرف دائماً وأبداً بدءاً (بأبي بشار) رئيس التحرير.. إلى جميع الأحبة الذين أفتح لهم باب الزيارة لمدينة مرات الباهية بالتاريخ القديم والحديث وتضاريسها الجغرافية المتدرجة.. فاستملح مدينتي لديهم مدعياً ومؤكداً أنهم سوف يرون جبلاً وسهلاً واسعاً ونفود رمل ورياضاً وفياضاً وأودية بشكل تدريجي.. صورة لطبيعة جغرفة مرات.. هذا بالطبع تحريض لزيارتي في مرات لكي أطلع الأحبة على هذه الغالية التي كان الطريق الوحيد الذي يربط شرق المملكة بغربها ينصفها.. والآن أصبحت تنام على وسادة الماضي.. وتتألق على ضفاف التطور الذي تشهده حكومتنا الرشيدة. استملحنا الحديث عن الطائف المأنوس عن (قروى) وحدائق نجمه.. وبرحة العباس... و... فللذكريات نصيب من انهمار دموع الماضي وآهات الحاضر.. لنا عودة مجدداً حول تلكم اللقاءات والذكريات إن شاء الله.. والله المستعان.