سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الشيخ المهوس: نقوم بتوزيع أكثر من 59000 وجبة متحركة خلال شهر رمضان ( الجزيرة ) ترصد عملية توزيع وجبات الإفطار عند إشارات المرور وتشارك الصائمين إفطارهم في أحد الجوامع
تمر على الناس شهور عديدة قد تنطفئ فيها نوازع الخير ومكامن الإيمان في النفس البشرية ، لكن خلال ثلاثين يوما تمر على المؤمن مرة واحدة في السنة ، يعود النور ليضيء في النفوس وتلتهب العواطف ، فيقبل الناس على طرق الخير بشكل عام وعلى الصدقة بشكل خاص في شهر رمضان. تفطير الصائم من الأمور التي يسعى الناس في شهر رمضان إليها بشكل كبير سواء بتقديم الطعام والشراب للصائم ، أو بتقديم المال لمن يشرف على حملات تفطير الصائمين في المساجد ، وهم في هذا كله يتبعون حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حين يقول بما معنى الحديث: (من فطَّر صائما كان له مثل اجره من غير أن ينقص من أجر الصائم شيئا) ، فترى المساجد في شهر رمضان تعج بالصائمين الذين يقبلون على أماكن الإفطار قبيل أذان المغرب ، فترى فيها الفقراء والعمال وعابري السبيل وتسري بين هؤلاء روح المودة والتآلف. ومما يلفت الانتباه في شهر رمضان انتشار العديد من الشباب من مختلف الأعمار عند إشارات المرور قبل أذان المغرب بدقائق ، يقومون بتوزيع الوجبات - أي وجبات الإفطار - على السيارات المارة ، وهم يتواجدون في غالبية شوارع الرياض ، وأكثرهم متطوعون يتبعون لاحدى الجهات الخيرية بعضهم قام بهذا العمل من تلقاء نفسه ، فهو يقوم بتأمين الوجبة ومن ثم توزيعها عند الإشارات.ما الدافع لمثل هذه الأعمال ؟ ومن الذي يقوم بتنظيمها ؟ ومن يمولها ؟ وكيفية الإشراف عليها؟.. كل هذه الأسئلة تدور في ذهنك أخي القارئ.. لهذا قامت (الجزيرة) بجولة على عدد من المساجد التي يوجد بها إفطار الصائم ، التي تنطلق منها حملات الإفطار الجوال لتجيب عن هذه الأسئلة. وقد التقينا الشيخ يوسف المهوس إمام وخطيب جامع عثمان بن عفان بحي الوادي ، وهو أحد الجوامع التي تنطلق منها آلاف الوجبات المتحركة يوميا (الإفطار الجوال) ، ويقوم بتفطير مئات الصائمين خلال شهر رمضان. وفي البداية ذكر المهوس انهم يقومون باستقبال التبرعات عن طريق جمعية البر وعن طريق أحد فاعلي الخير ، ونقوم بتوجيه هذا التبرعات خاصة في شهر رمضان إلى تفطير الصائمين في المسجد ، ولشراء وجبات الإفطار الجوال لتوزيعها على الناس في الشوارع وعند إشارات المرور. وأضاف إلى أن الذين يقومون بعملية التوزيع هم متطوعون بعضهم متعاونون مع المسجد ونشاطاته ، والبعض الآخر لا نعرفه يقوم بأخذ عدد من الوجبات ويقوم بنفسه مع أشخاص آخرين بتوزيعها ، والغريب ان هذا الاقبال لفعل الخير في هذا الشهر شمل الشباب الصغار ، فهذا أمر من الأشياء التي تبعث السرور في النفس لرؤية مثل هؤلاء يقومون بأعمال الخير في هذه السن المبكرة. وأكد المهوس ان المسجد خلال رمضان يقوم بتوزيع اكثر من 59000 وجبة إفطار جوال ، ويفطر فيه مئات الصائمين يأتون من مختلف الجنسيات .. وتتكون وجبة الإفطار في المسجد من تمر وماء وشوربة ، هذا قبل الأذان وعند الانتهاء من صلاة المغرب يتم تناول الوجبة الثانية وهي عبارة عن وجبة من الرز والدجاج مع بعض المشروبات ، أما بالنسبة لوجبة الإفطار الجوال فهي عبارة عن كرتون صغير فيه ماء مع تمر وفطيرة جبن. وأضاف إلى أنه يتم اختيار الأماكن التي تكون فيها زحمة مرورية لتوزيع الوجبات فيها على المارة. والتقينا أحد المتطوعين عند أحد إشارات المرور وذكر انه يقوم بتوزيع الوجبات التي يشتريها من ماله الخاص ، وهي عبارة عن تمر وماء فقط .. ويقول: احضر بسيارتي عند أحد الإشارات قبل وقت الأذان بربع ساعة واقوم بتوزيع الوجبات على المارة ، كل ذلك امتثالا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولكسب الأجر العظيم من إفطار الصائمين.