يتسابق شباب مكةالمكرمة في هذا الشهر الكريم لعمل الخير، ولا تكاد ترى إشارة مرور بلا وجبات إفطار الصائمين أو عند نقاط الفرز والتحويل المؤدية إلى المسجد الحرام، فمنهم من هو تابع لجهة خيرية ومنهم من هو متطوع لنفسه وفي منظر إنساني تجدهم يتجولون في مواقف السيارات الخاصة بالمعتمرين والزوار ليقدموا لهم وجبات الإفطار ونقل صورة الإحسان والخير لشباب مكةالمكرمة، بالإضافة إلى مشاركة العديد من الشباب القادمين من جميع مناطق المملكة فقط من أجل تقديم العمل الخيري والتطوعي في مكة وخدمة ضيوف الرحمن. «عكاظ» رصدت شباب تركوا الأعمال التجارية والربحية في شهر رمضان ليتجهوا إلى فعل الخير والمبادرة في تقديم وجبات الإفطار للصائمين في شوارع مكةالمكرمة وفي منظر يدل على فعل الخير تجد الشباب يتنافسون في ملاحقة المركبات لإعطائهم وجبات الافطار. وأوضح عبدالله قاسم أحد الشباب المشاركين في توزيع الوجبات على المارة أن عمل تفطير الصائمين عمل رائد فيه إحياء للسنة وذلك من باب التآلف والتآخي بين المسلمين وكذلك إحياء سنة تفطير الصائمين في نفوس الناس وإحياء لروح التكافل بين أبناء المجتمع، داعيا الله أن يجزي المحسنين خير الجزاء ويجعلها في ميزان حسناتهم. وأضاف: نتكفل أنا وأصدقائي بوضع الوجبات في سيارات خاصة والاتجاه بها كل يوم في منطقة وحي من أحياء مكةالمكرمة لنبدأ في توزيعها من الساعة الخامسة عصرا وحتى أذان المغرب. وأبان قاسم أن هذا العمل له أجر عظيم وفضل كبير من أجل ذلك يتنافس عليه الشباب ويبادرون في عمله على الوجه الأكمل. وقال نشعر بالراحة والبهجة عندما نجد الدعاء لنا من الصائمين ونحن نقوم بتوزيع الوجبات عليهم، فما أعظم هذا الأجر الكبير، مبينا أن من لم يستغل شهر رمضان المبارك في فعل الأعمال الخيرية والتطوعية فقد فاته أجر كبير لا يمكن وصفه. وأفاد: نتمنى أن يكون رمضان طوال العام لما فيه من الأجر العظيم والثواب الكبير. وأضاف أن مشاركة الشباب المتطوعين في هذا العمل تبدأ في كل عام منذ بداية رمضان وستستمر إلى نهايته، مشيرا إلى أن أعداد الشباب تزداد في كل عام على الأعوام التي مضت وهذا دليل على أن هناك شبابا يقبلون على فعل الخير والعمل التطوعي وهذه بادرة تزرع الفرح والسرور في نفوس زوار مكةالمكرمة في شهر رمضان المبارك.